كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أكّد وزير الخارجيّة الإيرانيّة حسين أمير عبداللهيان، “ضرورة إنهاء الإبادة الجماعيّة وجرائم الكيان الإسرائيلي في الحرب على غزة في أسرع وقت ممكن”، مشدّدًا على “التّحرّك الإقليمي والدّولي الجاد مع الدّور الحقيقي للأمم المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار آمال الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة”.
أشار، خلال اتصال هاتفي مع الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشّؤون الخارجيّة والسّياسة الأمنيّة جوزيب بوريل، إلى “الدّور البنّاء الّذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني في المساهمة في استقرار الأمن في المنطقة ومحاربة الإرهاب”، داعيًا إلى “اهتمام الاتحاد الأوروبي باحترام القوّات المسلّحة الإيرانيّة في إطار القانون الدولي”. ووصف عبداللهيان الرّدّ الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على السّفارة الإيرانيّة في دمشق، بأنّه “جزء من الدّفاع المشروع”.
ورحّب بـ”مواصلة الحوار بين الاتحاد الأوروبي وإيران، من أجل تعزيز التّعاون الثّنائي”، مذكّرًا بـ”الجهود المبذولة والخطوات الإيجابيّة الّتي اتّخذتها ايران في دبلوماسيّة رفع العقوبات”. ولفت إلى أنّ “التّعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران يمضي في الطريق الصّحيح، ونرحب بزيارة المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إلى إيران”.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الهدوء الذي طبع خطاب عبداللهيان لافت، سيما وان مواقفه هذه تأتي غداة قرار صادر عن الاتحاد الأوروبي، منذ ايام قليلة، يقضي بفرض عقوبات اقتصادية اضافية على الجمهورية الإسلامية بعد مهاجمتها اسرائيل بالمسيرات، ردا على الغارة على قنصليتها في سوريا.
رغم هذا التشدد الاوروبي اذا، أصر عبداللهيان على الاضاءة على التعاون والتنسيق بين طهران ودول القارة العجوز، وعلى الجانب الايجابي من العلاقة بين الطرفين، مرحبا ايضا بزيارة غروسي الى ايران، متجاهلا العقوبات والعصا الغليظة التي رفعها الاتحاد في وجه الجمهورية الإسلامية، سياسيا واقتصاديا، في الاسابيع الماضية.
وهذا السلوك الايراني ان دل على شيء فعلى ان ايران تريد التهدئة مع الغرب وتحاول تصفير المشاكل معه، من اجل تجنب غضب دولي اضافي عليها هي بغنى عنه، ومن اجل مفاوضة العواصم الكبرى في المرحلة المقبلة، على الخريطة الإقليمية وعلى الملف النووي. ففي هذه التهدئة مصلحة لها، تختم المصادر.