Site icon IMLebanon

الممانعة تعطل الرئاسة بتعنتها

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

المشهد اللبناني على حاله من المراوحة في مربع الفراغ على كل المستويات. لا شيء في الأفق يؤشر الى امكان الخروج منه في المدى المنظور. الملف الرئاسي معلق على استفاقة سياسية تدفع به الى الحسم الايجابي وانتخاب رئيس للجمهورية. الامر المستحيل في ظل مواقف المعنيين المنتجة تعقيدات محبطة لكل محاولات كسر حلقة التعطيل. الملف الاقتصادي والمالي على انكشافه يفاقم الاعباء الحياتية والمعيشية على المواطنين. مع وضع حكومي قاصر على الحد الادنى من المعالجات وحتى المسكنات. في حين ان الملف الأمني بشقه الداخلي يدق ناقوس الخطر من فوضى شاملة يزيدها ارتفاع معدلات الجريمة على انواعها وفلتان النازحين، وبشقه الجنوبي يشكل تصاعد المواجهات على الجبهة الحدودية بين حزب الله واسرائيل مبعثا للقلق والخوف من تدحرج هذه الجبهة الى ما هو اخطر وادهى.

الثابت في هذا المشهد هو جمود هذه الملفات امام الابواب المقفلة. والمسلم به لدى مختلف الاوساط السياسية والمسؤولة مرهون بكلمة سر تفتح تلك الابواب فيما هذه الكلمة مؤجلة الى ما بعد حرب غزة وخصوصا بعد المحاولات الفاشلة لفصل المسارين الرئاسي والامني عن بعضهما البعض وكذلك محاولات فصل المواجهات الحدودية عن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. لذا شئنا ام ابينا كل الامور باتت مرتبطة بمسار الحرب في غزة وعلى ما هو واضح ان فترة انتظار انتهاء الحرب ستكون طويلة.

النائب بلال الحشيمي يقول لـ”المركزية” في الموضوع ان الملف الرئاسي للاسف محكوم بالتعطيل بفعل الاسباب المعروفة وفي مقدمها الانقسام العامودي في تركيبة المجلس النيابي بين محورين الاول ممانع والثاني سيادي لا يملك احدهما القدرة على ايصال مرشحه. اضافة الى ان كل الحراك لكسر حلقة الشغور القائم في سدة الرئاسة منذ سنة ونصف السنة لم ينجح. الثنائي الشيعي ينادي بالحوار مع التمسك بمرشحه فرنجية فكيف لهذا الحوار ان ينجح بالذهاب الى الخيار الثالث في ظل هذا الواقع؟

اما على الصعيد الامني فصحيح ان الوجود السوري فاقم المشكلة ولكن التردي الحاصل ناجم عن غياب الدولة وتعثر عمل الاجهزة العسكرية نتيجة غياب التمويل اللازم. المعدات تحتاج للصيانة والتحديث والاليات تفتقد للفيول. غياب الامن سهل للمجرمين والمخلين تجاوز القانون وارتكاب الجرائم على أنواعها. الدولة هيبة وهذه الهيبة مفقودة.

ويتابع: بالنسبة الى الأوضاع الاقتصادية حدث ولا حرج . المنظومة صرفت وسرقت الاموال ولا تريد اعادتها للناس الذين يعانون الويلات معيشيا وصحيا واجتماعيا. وقد جاءت الحرب في الجنوب لتفاقم الوضع على كل مستوياته التجارية والزراعية والسياحية. اضرارها لم تقتصر على المنطقة الحدودية واهلها الذين تركوا منازلهم وتهجروا من ارضهم انما طاولت لبنان ككل. حركة المطار انخفضت الى النصف وهذا دليل حسي على ما اصاب السياحة والتجارة والاقتصاد والبلد ككل.