كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
رغم ان المؤشرات كانت على ان حركة حماس ذاهبة نحو الموافقة على مقترح الهدنة الذي تلقته من الوسطاء، نفذت الحكومةتدل الاسرائيلية قرارها بالهجوم على رفح. وحتى بعد اعلان الحركة بالمباشر انها وافقت على الهدنة، استمرت تل ابيب في عمليتها العسكرية على رفح ولم تقابل الايجابية الحمساوية بالايجابية ذاتها.
تنطلق مصادر سياسية معارضة من هذه الوقائع، لتعرب عبر “المركزية”، عن خشيتها من ان يتكرر السيناريو ذاته في لبنان. فحزب الله يربط منذ اشهر ومنذ 8 تشرين الماضي تحديدا، اي تهدئة جنوبا واي بحث في تسوية للواقع الحدودي، بتوقّف الحرب الاسرائيلية على غزة.
لكن ماذا لو توقّفت الحرب في غزة، وأعلن الحزب بعدها انفتاحه على المساعي التهدوية التي يعمل عليها الاميركيون والفرنسيون منذ اشهر، فلم تتجاوب عندها اسرائيل مع هذا الموقف، بل قررت مواصلة حربها على لبنان، لا بل توسيعها اكثر، مستفيدة من سكوت المدافع في الاراضي المحتلة؟
السؤال هذا بات واردا بقوة اليوم، وفق المصادر، بما ان التجربة هذه اصبحت امرا واقعا وقد نفّذت اسرائيل هذا السيناريو في غزة..
بينما لا تستبعد الا ينصت رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى الوسيطين الفرنسي والاميركي اللذين ينكبان معا على صياغة حل للوضع المتفجر جنوبا، تقول المصادر ان السؤال الذي يتبادر الى الاذهان فورا في هذه الحال، هو كيف سيبرر حزب الله عندها الحرب والدمار، للبنانيين؟
“الإشغال” الذي انخرط فيه من انطلاق عملية طوفان الاقصى كان هدفه التخفيف عن غزة ومساندة الشعب الفلسطيني والمقاومين في الاراضي المحتلة. لكن هذا الامر لم يتحقق عمليا على الارض وغزة سويت ارضا وهجر كل سكانها. لكن القصة لم تتوقف هنا بل توقفت الحرب الاسرائيلية على غزة ليغرق لبنان فيها.
هل هذا ما كان الحزب يريده فعلا من عمليات الاشغال ومن فتحه جبهة الجنوب ضد الجيش الاسرائيلي؟ قطعا لا، تجيب المصادر. فهل سيقول الحزب للبنانيين مجددا ما قاله لهم بعد حرب تموز وما تسببت به من دمار وخراب: “لو كنت اعلم”؟