Site icon IMLebanon

لبنان معلَّق بين الحرب والدبلوماسية!

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

يقبع لبنان في دائرة انتظار انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، لتلمُّس اي اتجاه، تسلكه التطورات الاقليمية والدولية وانعكاساتها عليه.

الحراك السياسي الداخلي بليد، متهالك حتى حدود الموت السريري.التعايش مع اشعال حزب الله المواجهة جنوبا مع إسرائيل، لحساب طهران، اصبح واقعا،وكل الازمات والمشاكل مؤجلة، والدولة في انحدار متواصل، وحال مؤسساتها من سيىء إلى أسوأ، والمواطن يرزح تحت عبء هذا الواقع المأساوي،ويتحمل تبعاته الضاغطة عليه من كل الاتجاهات.

منذ أن بدأ حزب الله حرب «المشاغلة «مع إسرائيل، تحت شعار التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة قبل سبعة أشهر بإيعاز من ايران، وبمعزل عن قرار الدولة اللبنانية، اخترع حجة جديدة لاكمال مسلسل تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وربطها فورا بانتهاء حرب غزّة،لانه منشغل بالمواجهة مع إسرائيل ولا وقت لديه للاهتمام بانتخابات رئاسة الجمهورية في الداخل اللبناني،بعدما كان عطلها سابقا بحجة اجراء حوار يسبق الانتخابات الرئاسية.

ليس هذا فحسب، الآن يربط الحزب اي اتفاق اوتفاهم، يسعى اليه الوسيط الاميريكي اموس هوكشتاين، او وزير الخارجية الفرنسي، لتهدئة الاوضاع واحلال الامن هناك، بانتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.

الكل، بانتظار منحى حرب غزّة، المرتبط حاليا بمخططات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الدموية، الذي يطمح لاجتياح منطقة رفح ، بدعم من حلفائه باليمين المتطرف، بحجة تحقيق الاهداف التي شنّ الحرب تحت عناوينها، وهي القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين والرهائن الاسرائيليين والاجانب لديها، بالرغم من كل المناشدات والدعوات الدولية للامتناع عن ذلك.

ومن يدري، بأن تكون وجهة نتنياهو بعد انتهاء الحرب على غزّة، شن حرب ضد حزب الله في الجنوب اللبناني، او القيام بتصعيد عسكري واسع النطاق، بحجة استعادة الهدوء وتمكين المستوطنين الاسرائيليين من العودة إلى منازلهم في المناطق والبلدات المحاذية للحدود اللبنانية الجنوبية، وهذا خيار مرجح،بالرغم من كل التطمينات والترجيحات، التي تستبعد خيار قيام إسرائيل بالحرب ضد حزب الله، وفي ظل موقف اميركي غير حازم بهذا الخصوص.

هدف نتنياهو الواضح، هو بقاء الحرب ضد حماس أطول مدة ممكنة، وحتى مع حزب الله على الحدود اللبنانية الجنوبية،لتفادي تعرضه للمساءلة والمسؤولية عن الضربة المميتة ،التي شنتها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط غزّة في عملية طوفان الاقصى اولا، والملاحقة القضائية بتهم الفساد ثانيا.

لذلك، يبقى وضع لبنان معلقا حاليا، وفي سباق محموم بين تمدد حرب غزّة الى جنوب لبنان، ونجاح المساعي والجهود الديبلوماسية لإنهاء الاشتباكات المسلحة بين حزب الله وإسرائيل على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية، والتوصل إلى اتفاق نهائي والذي يبدو متعثراً حتى الآن، فيما الجواب النهائي على مصير حرب غزّة وقرب نهايتها،متأرجح بين ضغوطات الولايات المتحدة الأميركية لإنهائها قبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وطموح نتنياهو في توظيف هذه الحرب، لإخراج نفسه من اي مخاطر محدقة به، تتسبب بها ملاحقته قضائيا، جراء ارتكابه جرائم حرب ضد الفلسطينيين،او بقضايا الفساد الداخلي.