IMLebanon

جولة الخماسي الجديدة لا تشبه سابقاتها: دفع اميركي اقوى

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

غابت اللجنة الخماسية عن المشهد الداخلي لايام الا انها تستعد للعودة اليه. الاربعاء، تستضيف السفيرة ليزا جونسون في مقر السفارة في عوكر، السفراء الاربعة زملاءها في الخماسية، للاتفاق على شكل وأهداف التحرك الجديد، والذي يفترض ان ينطلق من عين التينة بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.

هي جولة جديدة من مساعيها التوفيقية بين اللبنانيين “رئاسيا”، ستُطلقها اذا الخماسية في الايام القليلة المقبلة. جولة لن تكون على الارجح حاسمة في إخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة، الا انها تدل على اصرار المجتمع الدولي على عدم ترك الرئاسة مجمدة في ثلاجة الانتظار، وعلى التهيئة لانجاز الانتخابات.

وتكشف مصادر سياسية مطّلعة عبر “المركزية”، ان هذه الدينامية العائدة، تأتي غداة عودة جونسون من واشنطن حيث اجرت سلسلة اتصالات مع الادارة الاميركية، انتهت الى خلاصة واضحة: لا بد من ملء الكرسي الاول في لبنان في اقرب فرصة.

حتى ان المصادر تشير الى ان الاميركيين وضعوا مهلة معينة لانجاز الاستحقاق. وعلى الارجح يريدونه قبل تموز المقبل، اي ان الافق الرئاسي لم يعد مفتوحا الى ما لا نهاية، في النظرة الاميركية، بل ثمة استعجال للانتخاب. ذلك انه، اذا لم يتم قبل هذا التاريخ، فإن واشنطن ستدخل بعده في مرحلة الاعداد لانتخاباتها الرئاسية، وسيُعلّق الاستحقاق اللبناني من جديد بما ان الولايات المتحدة لن تكون متفرّغة له.

وبينما تضغط الدبلوماسية الاميركية للوصول الى هدنة في قطاع غزة، هي تتطلع الى ان تكون الارضية اللبنانية جاهزة لانجاز الانتخابات الرئاسية فور اعلان هذه الهدنة، وقبل دخول واشنطن في زمن انتخاباتها.. هذه خطتها. من هنا، فإن المسعى الخماسي الجديد، لا يشبه كثيرا المساعي السابقة، بل يتخذ بعدا اكثر جدية، نظرا الى الاهتمام الاميركي هذه المرة، بإيصاله الى خواتيمه السعيدة، خاصة وان الرئيس العتيد يُفترض ان يكون موجودا ليناقش معه الاميركيون والمجتمع الدولي ككل، التسوية المنتظرة للوضع الحدودي بين اسرائيل وحزب الله.

ولمساندة الدفع الاميركي – الخماسي، تستضيف قطر ايضا في قابل الايام، وتباعا، القادة اللبنانيين، من مختلف الاطياف والانتماءات، حيث ستسعى الى اقناعهم كلّهم، بالنزول عن الشجرة وبتسهيل الانتخابات عبر الذهاب الى خيار ثالث. وهذه الخطوة القطرية تدل ايضا على ان ثمة اصرارا دوليا اقوى اليوم، على تحقيق خرق ما.. فهل ينجح الخماسي؟ ام ان ساعة الاستحقاق لم تدق بعد لا عند الحزب ولا في ايران، بما ان الثنائي الشيعي هو مَن لا يزال الى اليوم يرفض الخيار الثالث؟