كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:
في معرض تبريره تمسكه بمرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورفض الانتقال الى الخيار الآخر، يؤكد الثنائي الشيعي ان الاتفاق يحتاج الى حوار يرفع لواءه في شكل خاص رئيس مجلس النواب نبيه بري ولا ينفك يعتبره معبراً الزامياً لانتخاب رئيس الجمهورية.
ليس الحوار الزامياً ، بحسب ما يريد الثنائي لتكريسه وتحويله الى عرف يخشاه زعماء الفريق المعارض ويرفضون خلق اعراف دستورية قد يجرهم اليها فريق الممانعة عند كل استحقاق دستوري على غرار ما يحصل ، ويبررون رفضهم بوجوب الركون الى الدستور الذي ينص بوضوح على آلية انتخاب الرئيس ولا يجوز تالياً استنباط اجتهادات من خارجه لانجاز الاستحقاق الرئاسي. الموقف اياه يبلغه قادة المعارضة الى مجمل السفراء العرب والغربيين العاملين على الخط الرئاسي اللبناني، ممن يستوضحون اسباب رفض المعارضة الحوار.
في اعقاب لقائه الرئيس بري امس، جدد نائب رئيس المجلس الياس بو صعب دعوته كافة الاطراف السياسية والكتل النيابية الى “وجوب الحوار والتوافق من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية”، معرباً عن خشيته من أن “الإستمرار بالمكابرة والنكد ورفض الحوار والتلاقي لن يوصل الى حل على الإطلاق، إنما على العكس تماماً”، مؤكداً ان “المنطق الرافض لقواعد الحوار والتوافق في ملف إنتخابات رئاسة الجمهورية سيطيل أمد الفراغ وقد تنتهي ولاية المجلس الحالي من دون رئيس للجمهورية والنتيجة الخاسر الأكبر هو لبنان واللبنانيين”.
عن الرفض وخلفياته، تسأل مصادر سياسية في المعارضة عبر “المركزية” اذا كان انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يحتاج الى حوار واتفاق مسبق وفق ما يقول الرئيس بري ويشترط الثنائي، فكيف بالحري اعلان الحرب، الا يحتاج الى حوار ووفاق بين اللبنانيين، بدل ان يتفرد شخص واحد وفريق معين بقرار على هذا المستوى من الخطورة ،علما ان الفريق هذا يعمل وفق ما هو واضح ومؤكد، لأجندة اقليمية لها مصالحها وارتباطاتها الدولية والاقليمية ولا مصلحة للبنان فيها او في هذا المحور؟ وهل يتوجب على المعارضة القبول بسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد والرضوخ لارادة فريق مسلح يضرب عرض الحائط الإرادة الوطنية والدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية كلها لتنفيذ اجندة ايران؟ وبعد عن اي حوار يتحدثون وما النتيجة التي يتوخاها نائب رئيس المجلس من فريق سياسي افشل كل طاولات الحوار ولم يعد من جدوى للتذكير بمقولته الشهيرة عن مقرراتها “غلوا وشربوا زومو”.
وتضيف ، على هذا الفريق ومن يؤيد ويدعم وجهة نظره الحوارية ان يقتنع ان لا حل في لبنان الا بركون الجميع وفي مقدمهم حزب الله الى الدستور وتنفيذ بنوده، واولها حصر السلاح بيد القوى الشرعية، وخلاف ذلك سيبقي لبنان رهينة مصالح طهران في المنطقة وورقة توظفها كلما اقتضت حاجتها لرفع سعر التفاوض إما حول ملفها النووي او مصالحها الاقليمية. اما مصلحة لبنان فغير مدرجة في قائمة اهتماماتها . ثم ماذا عن جدوى حوار هدفه اقناع الاخرين بمرشح يخدم مشروعهم الذي اوصل البلاد الى الانهيار بفعل تدخل الحزب في حروب الاخرين من سوريا الى فلسطين ، حتى ان ملف النازحين السوريين يرتبط في جزء منه بهذا التدخل .
عوض التنظير في الوطنية وتصوير المعارضة رافضة لمنطق الحوار خلافا للحقيقة، تختم المصادر بالقول: فليعد حزب الله الى لبنانيته ويخدم وطنه ويعيد القرار الاستراتيجي الى الدولة ويوقف انغماسه في حروب المنطقة . آنذاك يتم انتخاب رئيس للبلاد خلال 24 ساعة وتبدأ رحلة التعافي الحقيقي.