جاء في “الانباء الالكترونية”:
حادثة أمنية جديدة شغلت الرأي العام اللبناني، بعد إطلاق نار على مدير فرع كركول الدروز في الحزب التقدمي الاشتراكي واثنين آخرين من الحزبيين. وعلى الأثر تحرّك “التقدمي” لمعالجة أي تداعيات للحادثة، وصدر عنه بيان واضح لجهة التمسّك بحفظ الاستقرار واللجوء الى الدولة وأجهزتها.
وأكد “التقدمي” تمسكه أكثر من أي وقت مضى بالدولة ومؤسساتها، ودعا الأجهزة الأمنية والقضائية لاتخاذ كافة الإجراءات وتوقيف المعتدين ومحاسبتهم.
واذ أكد الحزب متابعته لمجريات الحادثة، جدد في الوقت نفسه ثقته بالأجهزة الأمنية وبالقضاء ودعا لانتظار نتائج التحقيق ليبنى على الشيء مقتضاه.
في هذه الأثناء، تتجه الأنظار إلى جلسة يوم غد الأربعاء، التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي بطلب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والمخصصة لمناقشة هبة المليار يورو المُقدّمة للبنان، خاصةً بعدما أُثير جدل كبير حولها، فضلاً عم الانقسام الحاصل بين الكتل النيابية، إذ اعتبرها البعض منهم بأنها رشوة مقابل توطين النازحين في لبنان، في حين وصفها ميقاتي بأنها من المساعدات الأوروبية المقدمة للبنان.
وبعد أسبوعين من الأخذ والرد، وإثر المواقف المتعارضة ومنها المعترضة على الهبة، أوكل بري إلى مساعده السياسي النائب علي حسن خليل التواصل مع الكتل النيابية لعقد لقاء تشاوري اليوم الثلاثاء يسبق الجلسة.
إلى ذلك، تطرّق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه يوم أمس إلى ملف النازحين السوريين، إذ دعا إلى اتخاذ موقف وطني لبناني، معتبراً أنَّ اجتماع مجلس النواب الأربعاء هو فرصة لتقديم طروحات عملية. أمّا عن جبهة الجنوب، اعتبرَ نصرالله أنَّ جبهة الإسناد اللبنانية مستمرة كماً ونوعاً، وتصعّد وفق معطيات الميدان.
ومتابعةً لملف النزوح، اعتبرت مصادر سياسية في اتصال مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن اللقاء التشاوري الذي يعقد اليوم في المجلس للاتفاق على الخروج بموقف موحّد، كدلالة على متانة الموقف اللبناني، واعتبار ملف النازحين يهم كلّ اللبنانيين وليس شريحة معينة منهم، لافتةً إلى إمكانية تبني بعض بنود الورقة المقدّمة من الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي إذ إنها تقارب هذا الملف بموضوعية، وهذا يؤشر الى أن جلسة الغد ستخرج بنتيجة ولا بد من صدور توصية واضحة عنها.
المصادر أشارت إلى أنَّ الضجة التي أثيرت حول ملف النازحين دفعت بالمجموعة الأوروبية لوضع آليات قد تساعد على اعتماد أسس واضحة لمعالجة هذا الملف المعقّد في المؤتمر الذي ينعقد في بروكسل في الثامن والعشرين من الجاري، وهو ما دفع وزير الخارجية السوري لتوجيه رسالة إلى نظيره وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب حذره فيها من تحويل المؤتمر إلى منصة للهجوم على سوريا، فكان رد بوحبيب بأن لبنان ليس الجهة الداعية للمؤتمر ولا يمكن تحميله مسؤولية ما يتخد من قرارات.
وفي الإطار، تحدثت المصادر عن لقاء محتمل بين رئيسي الحكومة اللبنانية ونظيره السوري على هامش القمة العربية التي تعقد في البحرين للبحث في أزمة النزوح.
أجواءٌ إيجابية قد تفضي إلى اقتراب حلحلة على خط ملف النزوح السوري في لبنان، إذا ما استغلّ المعنيون الفرصة الحقيقية باتجاه موقف وطني موحّد بعيداً عن المزايدات السياسية.