كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
خفتت الحركة في صور بعد الغارات التي استهدفت قرى محيطة بها. فقدت أسواق المدينة حركتها، كأنها دخلت حديثاً الحرب. تنكمش السوق التجارية منذ ما يقارب العشرة أيام، وجاءت غارة أمس الأول على أطراف المدينة وتحديداً الشارع الرئيسي الذي يصل إليها لتصيبها «بالنكسة». في حين كانت تتحضّر لافتتاح موسمها السياحي، وتحديداً الخيم البحرية، غير أنّ تسارع الأحداث قد ينعكس سلباً على الموسم.
في شوارع المدينة الداخلية، يتابع أصحاب المحال الأخبار، فيما غاب الروّاد نهائياً، والتزم الكثيرون منازلهم في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع المتوترة والمتصاعدة عند الحدود الجنوبية. أمام موقع استهداف السيارة، يرفع أصحاب المحال المتضررة الركام من المحيط، وصفت الأضرار بالمتوسطة، ولكن ارتدادات الغارة كانت أقوى اقتصاديّاً.
ويعرب أمين سر جمعية تجار صور غزوان حلوان عن قلقه من الواقع الحالي، كان يُعوّل على «موسم سياحيّ واعد، على غرار العام الماضي، غير أنّ الأمور منوطة بتطوّرات الأحداث الأمنية».
لا تبعد مدينة صور كثيراً عن أماكن المواجهة الدائرة في الناقورة وطيرحرفا والجبين وشيحين، وقد نزح إليها حوالى 30 ألف نازح. يسكن جزء منهم في مراكز الإيواء التي استحدثتها خلية الأزمة التابعة لاتحاد بلديات صور، والآخرون في منازل ما أدّى الى أزمة سكن.
لم يحرك هؤلاء العجلة الاقتصادية الراكدة في المدينة، فواقعهم المعيشي لا يحسدون عليه وفق علوان الذي يرى أنّ «انكفاء حركة تحرّك قوات الطوارئ الدولية التي كانت تبعث نوعاً من الإطمئنان، أثّر في حركة المدينة». ولفت إلى أنّ «الموسم السياحي ينطلق عادة في هذه الأيام، حيث تشهد المدينة حركة روّاد كبيرة، لكن اليوم ورغم إطلاق الموسم ونصب الخيام على شاطئ صور، من سيقصد المدينة في هذه الظروف». وأشار إلى «أننا ما زلنا داخل النفق، لا شيء واضح بعد، لا نعرف إلى أين نتجه ولا متى تنتهي الحرب، الأمور تأخذ منحى تصاعديّاً ومعقّداً»، معتبراً أنه «مع كل استهداف عسكري يزداد الوضع المعيشي تأزّماً، ويضعنا في حالة انكماش خطيرة في انتظار خروجنا من هذه الأزمة الحالية التي طال أمدها».
أمّا في المستجدّات الميدانية، فطال القصف المدفعي الإسرائيلي جبل بلاط. واستهدفت منطقة حامول في الناقورة بعدد من القذائف الثقيلة، تزامناً مع تحليق الطائرات المسيّرة في أجواء الناقورة وصولاً إلى ساحل صور والقليلة ورأس العين. وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة استهدفت بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. وتعرّضت بلدة رب ثلاثين قضاء مرجعيون لقصف مدفعي. واستهدف الطيران الحربي، كسارة العروش بين بلدتي عرمتى وجبل الريحان.
في المقابل، أعلن «حزب الله» أنه «في إطار الردّ على الاغتيال الذي نفّذه العدوّ الإسرائيلي في الجنوب هاجم (أمس) مقرّ قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصواريخ بركان الثقيلة وأصابها بشكل مباشر وتمّ تدمير جزء منها». وأيضاً هاجم «مقرّ وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا والصواريخ الثقيلة وقذائف المدفعية وأصاب تجهيزاتها السابقة والمستحدثة وتمّ تعطيل أجزاء منها بشكل كامل». وأضاف «الحزب» أنّه استهدف «المنظومات الفنية والتجهيزات التجسّسية المستحدثة في موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة وتمّ تدميرها». وأيضاً «موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة». إلى ذلك، نعى «حزب الله» أمس حسين ابراهيم مكّي «السيد مكّي» من مواليد عام 1969 من بلدة بيت ياحون في جنوب لبنان.