كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين في “الأنباء” الكويتية:
نجح مجلس النواب بالحد الأدنى في تجاوز الخلافات على سبل مواجهة أزمة النازحين السوريين، من خلال توصية اعترضت عليها بعض الكتل، رغم الإجماع على ان هذه القضية تتطلب حلولا سريعة ولا تحتمل التأخير.
وتنفس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الصعداء بتجنب الهجمة التي استهدفته، بعدما كان توجس من المواقف النيابية إلى حد طلب عدم نقل وقائع الجلسة مباشرة على الهواء. وباشر التحرك فور ختامها بإعطاء توجيهاته إلى وزارتي العمل والداخلية للبدء بالإجراءات المطلوبة لتنفيذ توصيات المجلس النيابي، كرئيس مفوض للجنة المكلفة باتخاذ الخطوات المطلوبة.
وكما يقال في المحاكم ان القضايا تربح مرتين، مرة في إصدار الحكم ومرة ثانية بالتنفيذ.
فقد حصلت الحكومة على الحكم بالتوصية فهل تنجح في التنفيذ؟
ومن هذا «الربح» افتتح الرئيس ميقاتي يومه في القمة العربية في المنامة أمس، بلقاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في اجتماع ضم أركان الوفد الرسمي اللبناني ومدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني. وطالب ميقاتي بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على جنوب لبنان.
كما طالب باستمرار دعم «أونروا» في لبنان وتمويلها، مشددا أيضا على ضرورة التعاون الكامل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، «انطلاقا من ان الحكومة (اللبنانية) عقدت العزم على استكمال حل هذا الملف جذريا».
وفي المشهد السياسي اللبناني، وفي سياق السعي إلى معالجة ملف الاستحقاق الرئاسي المؤجل منذ 31 أكتوبر 2022، اتجهت الأنظار إلى نتائج الاجتماع الذي عقد في مقر السفارة الأميركية في عوكر، بضيافة السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وضم إليها سفراء مصر وقطر والسعودية وفرنسا.
وظهر أمس صدر بيان عن «الخماسية»، جاء فيه: «يرى سفراء دول الخماسية أن مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد. ويدعو سفراء دول الخماسية النواب اللبنانيين إلى المضي قدما في المشاورات والوفاء بمسؤوليتهم الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية». .
إلا ان الاهتمام الغربي والعربي سيستمر، على قاعدة مساعدة اللبنانيين لأنفسهم، قبل طلبهم مساعدة الآخرين من أفرقاء عرب ودوليين. وهذا ما رشح من أجواء الاجتماع، بحسب مصادر خاصة تحدثت إلى «الأنباء».
وبالعودة إلى كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله التي ألقاها عصر الاثنين، فقد رأى فيها مصدر سياسي رفيع في تصريح إلى «الأنباء»: «بوادر إيجابية بخصوص الاستحقاق الرئاسي، لجهة القبول بالبحث في أسماء، وعدم حصر الأمر بمرشح الثنائي رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، إلا إذا قرر السيد نصرالله في مناسبة ثانية، تكرار التمسك بفرنجية مرشحا وحيدا وبخطة «أ» دون خطة «ب»، كما كانت الحال في الشغور الرئاسي بعد نهاية ولاية الرئيس ميشال سيلمان، وتمسك حزب الله بدعم العماد ميشال عون دون سواه، إلى حين وصوله إلى قصر بعبدا في 31 أكتوبر 2016، وحتى هذا الوقت، يمكن القول ان موقف الحزب يختلف عما كان عليه في الشغور الرئاسي قبل الأخير (2014 – 2016)».
ميدانيا، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدا عسكريا تجاوز قواعد الاشتباك، وهدد بتطورات غير محسوبة. فقد رد «حزب الله» على اغتيال القائد الميداني حسين مكي بغارة بطائرة مسيرة قرب مدينة صور، بهجوم بطائرات مسيرة انقضاضية في عمق منطقة الجليل، استهدف قاعدة عسكرية قرب بحيرة طبريا ومواقع عسكرية أخرى، حيث وقعت إصابات في صفوف عسكريين إسرائيليين.
ولم يتأخر الرد الإسرائيلي، وترجم غارات بالطيران الحربي على منطقة البقاع الشمالي قرب مدينة بعلبك، بسلسلة هجمات بلغت نحو 15 غارة، استهدفت إحداها معسكرا تدريبيا لـ «الحزب»، نتج عنه سماع أصوات انفجارات عدة واندلاع النيران.
كما شنت الطائرات الإسرائيلية أمس غارات عنيفة على جبل الريحان وإقليم التفاح القريب من مدينة صيدا، إضافة إلى الغارات اليومية على المناطق الحدودية، وخصوصا بلدات الخيام وكفركلا وكفرشوبا. وبعد الظهر استهدفت مسيرة معادية سيارة على طريق قانا – الرمادية في قضاء صور، ما أسفر عن سقوط قتيلين.