اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، أن “عصرنا يشهد خطايا كثيرة، نزاعات وحروباً وجرائم زادت قدرتها التدميرية بسبب الاكتشافات التي، عوض استخدامها للخير والبنيان، تستعمل للتدمير والإبادة”.
وأضاف في عظة الأحد: “الحرب هي وليدة الحقد والكراهية وقلة المحبة في قلب الإنسان، تسببها الأنانية والكبرياء وحب التسلط، ورفض الآخر المختلف، وتصيب بشكل خاص الأفقر والأضعف، ما يحرم ضحاياها الحق في الحياة والكرامة، والرجاء بالمستقبل. الحرب تسكت الآخر، تلغيه، تبيده، إشباعاً للأنانية، فيما علمنا ربنا المحبة التي قال عنها بولس الرسول أنها “تتأنى وترفق… لا تحسد …لا تقبح … ولا تفرح بالإثم” (1 كو: 13: 4-6)”.
وتابع أن “السلام مسؤولية مشتركة قائمة على الأخلاق وقبول الآخر واحترامه عوض الخوف منه، وعلى التعاون والتضامن بين البشر، وعلى الشعور بالأخوة الحقيقية المبنية على المحبة رغم الاختلاف. وهو ينتج عن الوعي بأن للآخر الحق في الحياة وفي الكرامة وفي الحرية”.
وسأل عودة: “هل يقبل الإنسان أن تسلب منه حريته أو كرامته؟ فكيف يسلب حرية الآخرين وكرامتهم؟ لقد أعطانا ربنا العقل ونعمة التمييز لكي نتعلم من كل تجربة ونتعظ، وخبرات الحروب التي عاشها الإنسان كانت وبالا على الجميع، لذا أملنا في هذا العيد المبارك أن تتوقف الحروب، وينتفي التعدي على حياة الإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، ويحل السلام والعدل في بلدنا وفي العالم أجمع، ليعيش الإنسان تحت سلطة القانون، يتشارك وأخاه النعم الممنوحة له، ولا يتسلط على مخلوق، حتى الطبيعة وعناصرها لأنها عطية من الله”.