IMLebanon

يوم المتاحف.. كنوز الماضي في حاضر مؤلم

كتبت بولين فاضل في “الانباء الكويتية”:

«إلى المتحف.. در» في اليوم العالمي للمتاحف المصادف 18 مايو لتنشق هواء منعشا للذاكرة والروح، لكن المفارقة في لبنان أن المتحف هو منطقة في بيروت تقع بين شارعي بدارو وطريق الشام، وقد سميت كذلك تيمنا بمتحف بيروت الوطني، وهو أم المتاحف اللبنانية الذي أنشئ بين 1931 و1938 قبل أن يفتتح رسميا في العام 1942.

في يوم المتاحف العالمي، تلتزم وزارة الثقافة في لبنان، وعلى غرار متاحف العالم، بتقليد سنوي يقضي بفتح المتاحف التابعة لها مجانا أمام الزوار، علما أن رسم الدخول إلى متحف بيروت الوطني هو خمسة دولارات، وهي كلفة بسيطة في بلد يئن تحت وطأة الغلاء في أكثر من قطاع.

متحف بيروت الذي يعود إلى الدولة اللبنانية أسوة بأربعة متاحف أخرى هي بعلبك وجبيل وطرابلس وبيت الدين، يتكامل مع متاحف جامعية وخاصة لا تقل أهمية عن «الوطنية» منها ويصل عددها إلى 100 متحف، أبرزها «متحف الجامعة الأميركية في بيروت» الذي تأسس في أواخر القرن التاسع عشر.

وبالحديث عن أهمية متحف بيروت الوطني، فهو صرح ثقافي من ثلاثة طوابق. كنوزه المعروضة أكثر من الف قطعة، فيما تتخطى المخبأة في مخازن المتحف الـ100 الف قطعة، تشهد على عصور وحضارات مرت على لبنان، بدءا من فترات ما قبل التاريخ وصولا إلى الحقبة العثمانية.

أما أقدم القطع فيه، فناووس أحيرام ملك جبيل الذي عاش في القرن العاشر قبل الميلاد، إلى أكبر مجموعة من النواويس في العالم تعود إلى القرنين السادس والرابع قبل الميلاد، ومومياوات تعود إلى القرون الوسطى، فضلا عن نصب مدفنية وجرار وحلى وقطع معدنية، إلى أقدم «ضرس» لإنسان كان يقطن منطقة نهر الكلب شرق بيروت ويعود ربما لـ100 سنة إلى الوراء.

في يوم تشريع أبواب المتاحف أمام العموم في لبنان، إطلالة على ماضي بلاد تعاقبت عليها الحضارات والحقبات التاريخية، أما حاضرها فمؤلم ومستقبلها مجهول.