كتب داود رمال في “الانباء الكويتية”:
ليست عابرة تلك الصورة التي تعمدت وسائل الاعلام الإيرانية نشرها، والتي تعلن عن اجتماع محور الممانعة في طهران وفي مقر الحرس الثوري الإيراني، بعد التشييع الرسمي والشعبي للرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان.
هذا الاجتماع جاء ليبعث برسائل إلى المحور الآخر الداعم لإسرائيل في حربها على قطاع غزة ومعها لبنان، الذي يستمر بالمساندة، علما انه تحول إلى ساحة حرب ضروس، وما كان ليحصل وفي هذا التوقيت الاستثنائي، لولا معطيات تجمعت تفيد بخطورة المرحلة المقبلة على مختلف الصعد.
واستنادا إلى زوار عواصم غربية وعربية، فإن «التحذيرات للبنان تتصاعد من مغبة ذهاب حكومة الحرب الإسرائيلية إلى حرب واسعة ضد لبنان، ستكون حرب العام 2006 نقطة في بحرها التدميري والدموي غير المسبوق، بعدما كسرت اسرائيل كل الخطوط الحمراء».
وكشف الزوار لـ «الأنباء» عن انهم «سمعوا كلامًا واضحًا حول الجبهة في جنوب لبنان، لجهة ان استمرار حزب الله باعتبارها جبهة اسناد لم يعد مطابقًا للواقع. فإذا كان الحزب لا يزال حريصًا على قواعد اشتباك بعمق معين واستهدافات محصورة بالعسكر مع تجنيب المدنيين، الا ان الإسرائيلي أسقط كل قواعد الاشتباك ويتصرف على ان الجبهة تمتد على مساحة لبنان وسورية وصولًا إلى العراق، وفي أي لحظة يتاح له فيها تحقيق هدف، لن يتأخر في استهدافه في أي مكان وجد، من دون الالتفات إلى حسابات تتصل بالمدنيين، تماما كما حصل أمس الاول عند تخوم مدينة النبطية، عندما نجت حافلة تنقل تلامذة من مجزرة كادت تكون مروعة».
وأوضح الزوار ان «عواصم قريبة وبعيدة تتواصل مباشرة مع قوى في محور الممانعة، أبلغتها بأن اسرائيل تعمل على الجبهة اللبنانية بلا ضوابط، وان حكومة نتنياهو أصبحت خارج السيطرة من قبل الدول المؤثرة، والتي ما انفكت تطالبها بعدم توسيع الحرب في لبنان، الا ان الأمور آخذة بالتدحرج نحو الأسوأ، والكلام الإسرائيلي لكل من يراجعهم مفاده انهم يريدون تحويل منطقة جنوب الليطاني إلى غزة ثانية، لا بل لن يستثنوا أي بقعة لبنانية يتواجد فيها حزب الله من الاستهداف».
هذه المعطيات التي تجمعت لدى فريق الممانعة، دفعته إلى عقد اجتماع في طهران، والهدف الأساسي من هذا الاجتماع، بحسب مصدر واسع الاطلاع «التأكيد أن الكارثة التي ضربت إيران بسقوط الطوافة الرئاسية، لن تؤثر على وتيرة الدعم والمساندة الإيرانية لمحور المقاومة في حربه ضد إسرائيل».
وأشار المصدر إلى ان «الاجتماع هو بمنزلة إنذار لإسرائيل ومن يدعمها، من مغبة الاستثمار على المساحة الزمنية الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 28 حزيران المقبل، والذهاب إلى تصعيد كبير، في ظل الرسائل التي وصلت إلى دول المحور من ان هذه الفترة هي الأخطر لأن إسرائيل تتصرف على انها فرصة لن تتكرر في ظل الانشغال الإيراني بترتيب البيت الداخلي».