جاء في “الأنباء” الكويتية:
يكتنف الغموض الزيارة السادسة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان غدا الثلاثاء، بعدما جهدت القوى السياسية اللبنانية لمعرفة ما يحمله الزائر الفرنسي المألوف الطلة في جعبته من مقترحات عملية جديدة، قد تمكنه من إحداث خرق نوعي في الملف الرئاسي.
وقال مرجع لبناني معني لـ«الأنباء»: «لا أحد من القوى السياسية وقبلها القيادات الرسمية، يعرف ما يحمله لودريان في زيارته الجديدة. وعند طلب المواعيد للقاءات التي سيعقدها لم يعط شروحات حول نقاط البحث كما درجت العادة عند حضور أي موفد او مسؤول دولي أو عربي، إذ يتم تحديد المواضيع التي يريد الحديث بشأنها، وكل ما ورد ان لودريان يحضر لاستكمال المساعي التي كان سبق أن بذلها خلال خمس زيارات سابقة إلى بيروت والمتصلة بالاستحقاق الرئاسي».
وتابع المصدر: «اللافت في تحديد زيارة لودريان أنها جاءت بعد نصائح سمعها الفرنسيون بعدم التورط مجددا في الاستحقاق الرئاسي من دون وجود ضمانات حاسمة خارجيا وداخليا، لاسيما ما سمعه الرئيس إيمانويل ماكرون الذي عقد سلسلة لقاءات مع قيادات لبنانية، أبرزها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. وتلقى ماكرون نصيحة بعدم المغامرة في دعوة الأفرقاء اللبنانيين إلى حوار حول الرئاسة في فرنسا او خارجها، لأنه سيفشل من دون غطاء أميركي وعربي».
ورأى المصدر أنه «صحيح ان ماكرون يريد انتزاع خارطة طريق رئاسية حولها شبه إجماع لبناني يضعها على طاولة القمة التي ستضمه والرئيس الاميركي جو بايدن في السادس من تموز المقبل، إلا ان الأصح أن هذه الخارطة تحتاج إلى اتفاق دولي وعربي لإخراج لبنان من أزماته المتعددة، كون الأمر لم يعد محصورا بالرئاسة، إنما بملفات أساسية يجب أن تعالج بموازاة التوافق على الرئيس، كي لا نكون أمام عهد رئاسي ممنوع من العمل، لذا عاد الحديث الداخلي عن الحل وفق منطق «السلة الكاملة»، أي رئاسة وحكومة وتعيينات أساسية وإصلاحات مالية واقتصادية».