كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
مع عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان إلى بيروت اليوم، يستعيد الحديث بالملف الرئاسي عافيته، وتعود مبادرة كتلة «الاعتدال الوطني» إلى الواجهة بعد فرملة اندفاعتها. توقّف المبادرة في السابق فرضته مواقف بعض الأطراف السياسية منها ومن بنودها، ولا سيّما لجهة من سيتولى الدعوة إلى الحوار أو التشاور، ومن سيترأسه، في ظلّ رفض قوى المعارضة ترؤس رئيس مجلس النواب نبيه بري له وإصراره شخصياً على ذلك. لكنّ أعضاء الكتلة، استمرّوا في تأكيدهم بأنّ المبادرة لم تنتهِ وهناك مداولات ونقاشات تجرى بعيداً عن الإعلام لإبقاء روح المبادرة قائمة، خصوصاً أنها المبادرة الداخلية الوحيدة المطروحة اليوم، لإيجاد خرق في جدار الأزمة الرئاسية.
وسيستقبل لودريان أعضاء التكتل غداً ويستبقيهم الى مائدة الغداء. ويقول النائب وليد البعريني أنّه «على الرغم من شعورنا بأنه ليس هناك قرار حاسم لانتخاب رئيس أقلّه في هذه الفترة، لأنّ الأمور والحلول مربوطة بانتهاء الحرب في غزة، إلا أنّ ذلك لا يمنع من أن نقوم بواجبنا، وأن نهيّئ الأرضية لانتخاب رئيس، لأنّ جهود اللجنة الخماسية تحتاج إلى ملاقاتها داخلياً، وهو ما نعمل عليه اليوم، حتى عندما تحين اللحظة، تكون كل الأمور جاهزة لانتخاب الرئيس الجديد».
ويلفت إلى أنّ مبادرة «الاعتدال الوطني» أصبحت «ذات أرضية داخلية وهي اليوم بمثابة مرتكز، بحيث إنّ أي طرفٍ خارجي يتعامل بالملف الرئاسي سيستند إليها، وإلى ما توصّلت إليه من نتائج من خلال التواصل مع أفرقاء الداخل، ومن هذا المنطلق تأتي دعوة لودريان لنا كتكتّل». وأشار إلى أننا «نتكامل مع «الخماسية» ومع أي جهد دولي يبذل لمساعدة لبنان. لذلك فإنّ لودريان يفترض أن يطلعنا على ما لديه من معطيات ومن مستجدّات في الملف الرئاسي تكوّنت لديه منذ آخر زيارة لبيروت، ونحن سنطلعه على ما لدينا من معطيات داخلية تكوّنت لدينا عن الملف الرئاسي، ونحن الآن نعدّ تقريرنا الذي سنضعه أمامه في لقائنا المرتقب معه».
سيحمل لودريان معطياته إلى رئيسه إيمانويل ماكرون الذي سيجتمع بالرئيس الأميركي جو بايدن مطلع حزيران المقبل. فهل يؤدي هذا الاجتماع الى قرار دولي برؤية معينة للخروج بحل رئاسي للبنان؟