كتب يوسف فارس في “المركزية”:
بمعزل عن الترحيب بدعوة الخماسية الى حوار او نقاش وتشاور بين المكونات اللبنانية، خصوصا بين الكتل النيابية المعنية اولا واخيرا بانتخاب رئيس للجمهورية، او تجاهلها، يبقى الحوار الذي تنشده دونه عقبات كبرى. اولا على مبدأ الحوار المفتقد للاجماع خصوصا ان قوى مسيحية اساسية ترفضه. وثانيا ان تم التوافق على المبدأ، فالعقدة الرئيسية هي في مكان الحوار ومن يديره .
جدير بالذكر ان المجلس النيابي هو المكان الاكثر ترجيحا لعقد الحوارالتشاوري فيه، ومعنى ذلك ان انعقاد النقاش في المجلس سيكون بادارة رئيس مجلس النواب نبيه بري .الامر الذي يرفضه بعض الاطراف باعتبار انه طرف في الاشتباك الرئاسي. ما يعني ان كرة ادارة النقاش تعود الى ملعب اللجنة الخماسية لتحديد شكله والمشاركين فيه ومكان انعقاده. علما انها لم توح من قريب او بعيد باستعدادها لان ترعى او تدير حوارا مباشرا بين اللبنانيين، سيما وان اعضاءها يشد كل منهم باتجاه مرشح، وان فرص انعقاد اللقاء النيابي خارج لبنان وفي احدى دول الخماسية ليس مطروحا لغاية الان، وان الهم الرئاسي لا يعدو كونه ملفا ثانويا بالنسبة الى تلك الدول وأولوياتها المواكبة للحرب الاسرائيلية على غزة وسبل وقفها.
عضو كتلة التوافق الوطني النائب طه ناجي يقول لـ” المركزية ” في السياق ان لا مؤشرات جدية تشي بامكانية اخراج المف الرئاسي من دائرة الجمود المحكوم به، لافتا الى ان الحركة التي تقوم بها كتلة الاعتدال الوطني ترمي كما ذكرت لتحريك المياه الراكدة وهي في كل الاحوال مشكورة. كذلك الجهد الذي تقوم به اللجنة الخماسية سواء على مستوى دولها او سفرائها في بيروت. لكن السؤال الواجب الطرح: ما هي المستجدات الحاصلة في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية التي تجعلنا نأمل في حلحلة تؤدي الى المطلوب ونهاية سعيدة ينتظرها اللبنانيون ويتمناها الغيارى على لبنان؟ وما هي المعطيات التي طرأت حتى تبدل الكتل الكبيرة ومكونات المجلس النيابي من خياراتها ومواقفها المعلنة او المضمرة؟
الخلاصة ان التمنيات شيء والواقع قد يكون شيئا اخر. ومع كامل تمنياتنا ورغباتنا في ان يكون لنا رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن الا اننا ما زلنا نرتقب املا يخرق جدار الجمود ويحرك ملف الرئاسة باحتضان عربي وثقة دولية ورضى داخلي ولو بالحدود الديموقراطية ان لم يكن باغلبية الاعضاء او الاجماع.
ويختم قائلا: كثير من المراقبين والمتابعين غالبا ما يربطون الرئاسة في لبنان بتطورات الاحداث في غزة والتي يبدو الى الان ان فصولها لم تنته بعد. الظاهر ان الامور ستأخذ وقتها ويبدو ان ليس هناك من نهاية قريبة لها. لذلك علينا التمني في ان يمن الله علينا بالفرج القريب.