كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
جملة من الملفّات الساخنة حملها المفوّض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني خلال زيارته القصيرة إلى لبنان والتي تستمرّ يومين فقط، والتقى خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين وقادة الفصائل الفلسطينية، بهدف التوصّل لحلّ يعيد عمل الوكالة إلى طبيعته بعد الاحتجاجات الفلسطينية منذ آذار الماضي.
وتكتسب زيارة لازاريني إلى لبنان أهميّة، خصوصاً أنها تأتي مع الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على «الأونروا» بعد إغلاق مكتبها في القدس، وقيام الكنيست بدراسة مشروع اقتراح لوقف التعامل معها ووصفها بأنها منظمة إرهابية، ناهيك بالمجزرة التي ارتكبت في رفح قرب مقرّ «الأونروا»، وقد أكّد لازاريني أنها تحمل صوراً مرعبة.
وذكرت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» أن الهدف الرئيسي من زيارة لازاريني إلى لبنان هو معالجة الخلاف القائم مع بعض القوى والفصائل الفلسطينية على خلفيّة الإجراء الإداري الذي اتّخذه بحقّ مدير ثانوية البص في صور فتح شريف، بحجّة مخالفة الحيادية في الوظيفة، حيث لاقى قراره رفضاً واستياءً، قبل أن يتم إغلاق مكتب «الأونروا» الرئيسي في بيروت ومكاتب مديري المناطق والمخيمات احتجاجاً. وكشفت أنّ اجتماعاً موسّعاً عقد بين لازاريني ووفد قيادي من القوى والفصائل الفلسطينية في السراي الحكومي، بعدما دخل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على خط الوساطة لتقريب وجهات النظر بحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن، ومديرة «الأونروا» في لبنان دوروثي كلاوس.
وأوضحت مصادر المشاركين في اللقاء أنّ الاجتماع الذي دام نحو ساعة ونصف كان متوتراً، وشرح فيه لازاريني الحملة التي تتعرّض لها الوكالة لإنهاء عملها وحصارها مالياً، وشدّد على رفضه القاطع إغلاق مكاتب «الأونروا» ولا سيّما في بيروت. بالمقابل، أكد الوفد الفلسطيني أنّه يرفض قمع حرية التعبير أو المساس بالانتماء الوطني.
والتقى لازاريني ميقاتي، ووصف وضع الوكالة المالي بأنه «دقيق جداً، وسنقوم بكل ما في وسعنا للحفاظ على كل عملنا ونشاطاتنا واستمرارها في لبنان والمنطقة».