كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
أسمع لبنان صوته لمؤتمر بروكسل للنازحين السوريين، بكل صراحة، محذرا من الانفجار الكبير، اذا لم يؤخذ بمطالبه من المجتمع الدولي، ويتم وضع الحلول اللازمة لمشكلة النازحين في لبنان.
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال في جلسة مجلس الوزراء بالامس، انه تم التوافق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين للاخذ بمطالب لبنان التي وردت في التوصية النيابية بهذا الخصوص، لاسيما مايتعلق منها بتزويد لبنان بكل المعطيات التي لديها حول النازحين، من دون اعطاء اية تفاصيل اخرى.
في المقابل، أقر المؤتمر مبالغ مالية جديدة، لمساعدة ودعم النازحين، ورفض البحث في اي عودة محتملة للنازحين إلى سوريا، لان ظروف العودة الطوعية والامنة غير مهيأة بعد، في انتظار الحل السياسي والمصالحة الوطنية، ومحملا الرئيس السوري بشار الاسد المسؤولية عن استمرار الوضع الراهن.
ماذا تعني قرارات مؤتمر بروكسل؟
قرارات مؤتمر بروكسل، الاستماع الى مخاوف ومعاناة لبنان جراء مشكلة النازحين السوريين، والاستجابة الى تزويد السلطة اللبنانية، بداتا المعلومات الموجودة لدى المفوضية، مع الاخذ بعين الاعتبار امكانية زيادة الدعم المالي للحكومة اللبنانية جراء تبعات وجودالنازحين. اما الاهم من كل ذلك، فإن قرارات المؤتمر من إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، ماتزال على حالها، كما كانت عليه سابقا، والتأكيد على القرارات السابقة، وربط عودة النازحين السوريين، بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بانجاز العملية السياسية واجراء المصالحة بين النظام السوري وبقية اطياف الشعب السوري المعارضين منهم على وجه الخصوص.
مطالب لبنان وقرارات مؤتمر بروكسل، كلها تتمحور على فتح حوار مع النظام السوري، لقبول عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، والنظام يربط هذه المطالب بشرط انهاء العقوبات المفروضة عليه، وفك العزلة الدولية عنه، قبل الخوض في هذا الموضوع او القيام باي خطوات لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
جرب لبنان مرارا، على مر السنوات الماضية، فتح حوارمع النظام لاعادة النازحين السوريين من لبنان الى سوريا، ارسل أكثر من موفد، كان اخرهم وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب، وكانت النتيجة، المماطلة، والتذرع بموقف المجتمع الدولي، للتهرب من رفض اعادة النازحين السوريين التي تخفي وراءها أكثر من هدف سياسي وديموغرافي، يتلطى وراءه النظام المسؤول عن قتل وتدمير منازل المعارضين وتهجير الملايين منهم خارج سوريا.
خلاصة صرخة اللبنانيين لحل مشكلة النازحين السوريين، لدى مؤتمر بروكسل، اعادة رمي كرة مسؤولية العودة في ملعب الرئيس السوري بشار الاسد من جديد، وربطها باجراء التعديلات الدستورية، واتمام المصالحة بين النظام والمعارضة، مايعني استمرار المشكلة على حالها بلا حلول، في الوقت الحاضر على الاقل، ومعاناة لبنان متواصلة.