كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يؤكد حزب الله ان شن اسرائيل حربا على لبنان لن يكون “نزهة”، ويتوعّدونها بمفاجآت، وهذا ما لوّح به بوضوح الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله منذ ايام اذ توجه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً “إذا أردت أن تكمل عدوانك سوف تذهب إلى الهاوية والكارثة”. ورداً على حديثه عن “خطط مهمة ومفصلة بالنسبة لإعادة الأمن إلى الشمال” قال نصرالله “فاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 تشرين واليمن ونحن مَن يحق له أن يتحدث عن مفاجآت ويجب أن تنتظر من مقاومتنا المفاجآت”.
اللهجة ذاتها، يعتمدها كل قياديي الحزب. امس مثلا، لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين الى “ان نتنياهو الذي يهدد بتوسعة الحرب في لبنان عليه أن يعلم، أن موضوع الدخول إلى لبنان مختلف تماماً عن موضوع الدخول إلى غزة، ولا يمكن للمقارنة بين الأمرين. ففي لبنان المعادلة مختلفة تماماً، ولو كان قادراً فعلاً لما بقي حتى هذه اللحظة دون أن يقدم على عدوان على لبنان، ومن يمنعه عن ذلك، هو أن هذه المقاومة أعلنت عن جهوزيتها وعمّا تملكه من قدرات وإمكانيات، وأعلنت على لسان أمينها العام بأنها هي التي ستفاجئ “نتنياهو”، وليس العكس، وعليه فإن المقاومة تملك المفاجآت التي لا يعلمها إلاّ الله والراسخون في العلم”. وأكد “ان العدو يعرف هذه المقاومة ويعرف مصداقية الأمين العام، والمفاجأة ستكون صادمة عندما يتلقّاها في اللحظة المناسبة في حال حاول أن يرتكب حماقة أو خطأ في التقدير يحاول من خلاله أن يقوم بعدوان واسع وشامل على لبنان”.
هذا الكلام، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، جزء من الحرب النفسية التي يشنها الحزب على اسرائيل، لمحاولة ردعها عن تنفيذ وعيدها. اي ان الحزب، يحاول استباقيا التهديد بالقوة التي يمتلك، علّ هذه السياسة تحول دون لجوئه الى الاستخدام الفعلي لهذا القوة.
وفق المصادر، قد يكون الحزب يملك فعلا مفاجآت وأسلحة متطورة ومتقدّمة، ستخلق فعلا ارباكا وصدمة في الكيان العبري ولدى جيشه، لكن “الاكيد”، هو ان ترسانة اسرائيل العسكرية، وقدراتها واسلحتها، معروفة ولا داعي للتسويق لها لبنانيا، اذ ان آثار الدمار الذي خلّفته ولا تزال في الجنوب منذ 8 تشرين، ظاهرة للعيان وتتحدث عن نفسها، شأنه شأن الدمار الذي تسببت به في الاقتصاد اللبناني والبنى التحتية اللبنانية في حرب تموز 2006. انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان العامل الذي يجب ان يأخذه الحزب في الاعتبار في قراره الاستمرار في المشاغلة او الاسراع في التسوية، هو ما اذا كان لبنان قادرا على تحمّل كلفة الحرب ام لا، بغض النظر عن الخراب الذي سيحلّ باسرائيل وجيشها.
والسؤال الاساس الذي يجب الا يغيب ايضا عن الاذهان هو “هل ستسمح ايران لحزب الله باستخدام كل قوّته العسكرية في المواجهة المقبلة؟ ما يعني كسر اسرائيل ومحوها عن الخريطة كما يتوّعد الممانعون دائما؟ واذا كانت ستفعل، لماذا لم تسمح له بذلك منذ 7 تشرين نصرة لطوفان الاقصى لتوجيه ضربة قاضية للكيان العبري؟ ولماذا لم تعطه الضوء الاخضر بعد؟! وهل يمكن والحال هذه، ان تبدّل حرب شاملة على لبنان في هذا الضوء الايراني الذي لم يُعطَ في 7 تشرين؟!