اعتبرت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”المركزية” ان “من حقّ فريق الممانعة ان يتمسّك بمرشحه الرئاسي، ولكن ليس من حقه إطلاقا ان يعطِّل الدستور ويمنع الانتخاب ويُبقي البلد بحالة شغور”، معتبرة ان “مهزلة الحوار الذي تدعو إليه الممانعة من أكبر عمليات الغش السياسي التي عرفها لبنان، لأن الانتخابات الرئاسية تحصل إما بالانتخاب او بالتشاور البعيد من الأضواء او من خلال مبادرات تقودها قوى وكتل بحثا عن توافق على خيار رئاسي، ولكن لم تحصل يوما انتخابات عن طريق طاولة حوار تستخدم كشماعة لتعطيل الانتخابات الرئاسية”.
ولفتت المصادر إلى “ان الممانعة تريد عن سابق تصور وتصميم خلق سابقة دستورية لا مثيل لها سعيا إلى مزيد من تكديس الأعراف لإمساك الجمهورية والسيطرة على مفاصلها، ولن نسمح ولن نتهاون مع سعي الممانعة إلى جعل رئاسة مجلس النواب وصية على انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة، وقد وضع الدستور آليات لكل هذه الاستحقاقات يجب على الجميع التقيُّد بها”.
وسألت المصادر: “هل دعا رئيس الجمهورية إلى طاولة حوار لتكليف رئيس حكومة؟ وهل دعا إلى طاولة حوار لانتخاب رئيس مجلس النواب؟ وهل دعا رئيس الحكومة المكلف إلى طاولة حوار لتشكيل الحكومة؟ فقد شاركنا جميعنا في مشاورات التكليف والتأليف، وشاركنا أيضا في انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس التزاما بالآليات التي ينص عليها الدستور، ويجب الالتزام بهذه الآليات وعدم خلق سوابق انقلابية على الممارسة الدستورية في لبنان”.
كما اعتبرت المصادر ان “فريق الممانعة العاجز عن انتخاب مرشحه يعمد إلى تغطية تعطيله الانتخابات الرئاسية بالدعوة إلى مهزلة حوار يريد منها أيضا تكريس وصايته على رئاسة الجمهورية، فيما الحوار في البلد “شغال، وكل القوى تلتقي بشكل أو بآخر مع بعضها البعض، وقد حصلت عدة مبادرات في هذا الاتجاه بدءا من الخماسية وصولا إلى كتلة الاعتدال واصطدمت جميعها بحائط الممانعة التعطيلي نفسه”.
وأضافت: “هل كان وجّه الفريق الممانع الدعوة إلى حوار المهزلة لو نجح بانتخاب مرشحه؟ فقد وجد بعجزه عن انتخاب مرشحه مناسبة لتغطية تعطيله بالدعوة الى الحوار، كما مناسبة لتكريس عرف-وصاية على كل انتخابات رئاسية، فيما من لدية النية بانتخاب رئيس للجمهورية إما يشارك في دورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، وإما يفتح باب التشاور أمام البحث عن خيار ثالث، ولكن فريق الممانعة يُمعن في التعطيل في محاولة للإطباق على الجمهورية من رأسها”.