Site icon IMLebanon

سمير قصير في ذكراه الـ19: شهادته تُدرَّس

كتبت جويل رياشي في “الانباء الكويتية”:

في 2 حزيران 2005، سقط الصحافي والباحث سمير قصير بانفجار استهدف سيارته على الرصيف قرب منزله بالأشرفية.

عبوة صغيرة وضعت تحت مقعد السائق الذي كان يستعد لملاقاة مرافق وضعه رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وقتذاك وليد جنبلاط في تصرفه.

كان قصير يشعر بالخطر، وهو الذي رفع النبرة عاليا فيما عرف وقتذاك بـ «انتفاضة الاستقلال»، اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط.

وأطلق على قصير لقب «شهيد انتفاضة الاستقلال»، وتلت عملية اغتياله عمليات مماثلة أخرى بعبوات صغيرة تحت المقعد، استهدفت الأمين العام لـ «الحزب الشيوعي» جورج حاوي الذي قضى في المصيطبة، في حين نجت الإعلامية مي شدياق من عبوة مماثلة في سيارتها الرباعية الدفع في 25 سبتمبر من العام نفسه، وفقدت يدها وساقها.

كما نجا وزير الدفاع وقتذاك إلياس المر من انفجار بعبوة أكبر استهدفت موكبه في تموز، في حين سقط رئيس مجلس إدارة صحيفة «النهار» النائب جبران تويني مع مرافقيه في انفجار استهدفه في المكلس في 12 كانون الاول عامذاك.

اغتيال سمير قصير وضع حدا لحياة صحافي متحمس اشتهر بالكتابة بالفرنسية ثم بالعربية ويتمتع بكاريزما يجمع عليها زملاؤه وطلابه في جامعة القديس يوسف. ونجحت زوجته الإعلامية جيزيل خوري في تخليد ذكراه بمؤسسة حملت اسمه، واتخذت من محلة السيوفي في منطقة الأشرفية مقرا لها.

وقد أطلقت المؤسسة جائزة سنوية خصصتها لحرية الصحافة وحملت اسم سمير قصير ومشمولة بالتمويل من الاتحاد الأوروبي. كما اعتبر مرصد «سكايز» لمراقبة الحريات الاعلامية والدفاع عن صحافيين يواجهون مضايقات، من أبرز الانجازات التي قامت بها المؤسسة.

نقطة التحول الأبرز في مسيرة المؤسسة حصلت العام الماضي برحيل «شريكة» سمير قصير الأعلامية جيزيل خوري اثر صراع مع المرض.

دفنت جيزيل في مسقط رأسها ببلدة العقيبة الساحلية الكسروانية، فيما يرقد قصير في مدافن مار متر لطائفة الروم الأرثوذكس بالأشرفية في العاصمة بيروت.

المؤسسة استمرت، وبات مالك مروة رئيسا لها بعد غياب جيزيل. واستهلت انشطتها للسنة الحالية بإطلاق مهرجانها السنوي «ربيع بيروت»، على ان تمنح الجائزة التي تحمل اسم قصير، والتي يمهد لها بحملات اعلامية واعلانية موسمية محليا وخارجيا.

في أي حال، تعمل المؤسسة بكافة مرافقها، وتحظى بثقة ممولين انطلاقا من الجدية التي تتحلى بها، والتي أكسبتها ثقة.

19 عاما على غياب قصير، وسنة تقريبا على خروج جيزيل من المشهد الاعلامي السياسي، والمؤسسة تستمر، وكذلك حكاية سمير قصير التي تدرس في مناهج بعض المدارس اللبنانية، عن صحافي انضم إلى قائمة شهداء الكلمة في لبنان، وحمل اسم «شهيد انتفاضة الاستقلال»، إذ كان طليعة الذين سقطوا بعد زلزال 14 شباط، في استهداف لحرية الرأي والكلمة.