كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “نعتبر أكبر قاعدة شعبية في لبنان وأكبر حزب في البلد ولم نتحدث بهذا المنطق ونرى في المقابل من يقول أن غالبية الشعب اللبناني ترفض الإسناد والدعم لغزة”، مؤكدًا “ليس صحيحًا أن رفض الجبهة هو موقف أغلبيّة الشعب اللبناني”، مشيراً إلى أنّ “يجب على كل طرف أن يعرف حجمه وما يمثّل قبل الحديث باسم كل الشعب اللبناني ومواقفه”. أردف نصرالله “بيئة المقاومة مازات حاضرة وصابرة وصادقة وببركة وعيها وثقافتها وإيمانها وإخلاصها كان الانتصار في 25 أيار 2000 وكان هذا الإسناد في الجبهة الجنوبية اليوم”. وشدّد على أنّ “في لبنان توجد مغالطة من قبل البعض الذي يقول إنّ الشعب اللبناني لا يوافق على هذه المعركة ولكن هذا غير صحيح”.
يبدو من “نوعية” كلام نصرالله، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، انه محشور وغير مرتاح الى وضعيته الداخلية، وهي أهم في الواقع، من وضعيته العسكرية.
فعودتُه الى منطق الاكثرية والاقلية “العددية”، في لبنان، ليس دليلا على انه مرتاح، بل على العكس تماما. فبعد ان كان عام ٢٠٠٦ مثلا يتمتّع بغطاء مسيحي قوي، امّنه له التيار الوطني الحر، ومكّنه من استثمار حرب تموز ونتائجها سياسيا في اللعبة المحلية، هو اليوم، وحيدا، ويرى ان لا مَن يغطيه في مغامرة حرب الإشغال التي يخوض جنوبا.
عليه، قرر ان يحاول اللجوء الى وسيلة أخرى، ليفكّ عزلته ويريح نفسه ويفرض على اللبنانيين كلهم، الرضوخ له، لانه “الاقوى والأكبر عدديا”، ويمثّل، في رأيه، الطائفة الشيعية كلّها. ومن هنا، هو ليس بحاجة الى دعم من احد بل هذه القاعدة تؤمّن له المشروعية التي يحتاج.
الخطير في ذلك، ان نصرالله يضرب عرض الحائط، الدستور واللعبة الديمقراطية، ويفرض قاعدة العدّ، وتفوّق الغالبية على الاقلية.
واذا سلّمنا جدلا ان الحزب الاكثر تمثيلا عدديا، تتابع المصادر، فالاخطر يبقى في ان الحزب، فضح نفسه كثيرا في ما قاله نصرالله، حيث يريد من اللبنانيين، ان يسلّموا بما يريده الحزب، ليس في الحرب والسلم فقط، بل في كل الملفات، ومنها رئاسة الجمهورية، لانه هو الاقوى والاكبر، تختم المصادر.