جاء في “نداء الوطن”:
أعلن وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري من بيروت أمس، رفض طهران الخطة التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن للتهدئة في غزة، والتي تشمل جبهة الجنوب. وقال باقري: «إذا كان الأميركيون صادقين، فبدل تقديم خطة لوقف الحرب في غزة عليهم قطع المساعدات عن الكيان الإسرائيلي».
وجاء موقف المسؤول الإيراني وسط احتدام المواجهات على الجبهة الجنوبية، ومتزامناً مع تهديدات عالية النبرة ضد لبنان، ولا سيما بيروت وردت على لسان وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان.
غير أنّ المسؤول الإيراني في مؤتمر صحافي عقده في سفارة بلاده، بدا واثقاً من أنّ «إسرائيل» التي تتخبط في مستنقع غزة، «تبحث الآن عن مخرج، وليس في مقدورها إلحاق ضرر بلبنان، ولن تتورط في مواجهة مع المقاومة اللبنانية القوية».
كما بدا باقري باستخدامه لبنان منصة للتدخل في السيادة اللبنانية، يسير على خطى أسلافه، وآخرهم حسين أمير عبداللهيان الذي قضى بتحطم طائرة مروحية مع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الشهر الفائت.
وأعلن باقري أنه اختار لبنان كأول محطة خارجية له، لأنه «مهد المقاومة» ضدّ إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، أكّد الوزير الايراني حصول مفاوضات سرية بين بلاده والولايات المتحدة في سلطنة عمان. وأضاف: «طالما واصلنا محادثاتنا مع الأطراف التي كنا نجري محادثات معها، وهذه المحادثات لم تتوقف».
وشملت محادثات باقري في بداية الزيارة المسؤولين الرسميين، ثم قادة القوى الفلسطينية الحليفة لإيران في لبنان، وهما حركتا «حماس» و»الجهاد الاسلامي»، وتوّجها بلقاء الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله. وسينتقل اليوم الى دمشق لاكمال زيارته الخارجية الأولى.
وبالتزامن، نعى «حزب الله» أمس اثنين من مقاتليه قضيا بضربات إسرائيلية استهدفت سيارة ودراجة نارية قرب بلدة الزرارية وبلدة الناقورة في الجنوب، فيما تشهد الحدود في الأيام الأخيرة ارتفاعاً في منسوب التصعيد عبر الحدود بين «الحزب» وإسرائيل. وأعلن «الحزب» أنه شنَّ «هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية» على موقع عسكري في شمال إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ إحدى طائراته «أصابت وقضت» على علي حسين صبرا الذي قالت إسرائيل إنه «ساهم في جهود تعزيز وحدة الدفاع الجوية لـ»حزب الله» في منطقة صور الحدودية».
وفي إسرائيل نقلت القناة 13 العبرية عن وزير المالية الإسرائيلي قوله: «الوضع في الشمال يتدهور، يجب أن ننقل الشريط الأمني من أراضي إسرائيل في الجليل إلى جنوب لبنان، بما في ذلك الدخول البري واحتلال الأراضي وإخراج إرهابيي «حزب الله» ومئات الآلاف من اللبنانيين الذين يختبئ بينهم «حزب الله» الى ما وراء نهر الليطاني، إلى جانب هجوم مميت على جميع البنى التحتية في لبنان وتدمير مركز ثقل «حزب الله» وإلحاق أضرار جسيمة بعاصمة الإرهاب في بيروت. يجب أن نحدث وضعاً يكون فيه لبنان مشغولاً في السنوات العشرين المقبلة بجهود استعادة ما تبقى منه بعد الضربة التي حلّت به، وليس في قيادة الإرهاب ضد دولة إسرائيل».
بدوره، دعا ليبرمان إلى شنّ «ضربةٍ إستباقيّة ضدّ «حزب الله»، وقال إنّ على «إسرائيل المبادرة واتّخاذ قرارٍ للتحرُّك ضد الحزب». وأضاف في حديثٍ إذاعي: «هناك 180 منزلاً في مُستوطنة المطلّة تعرّضت لأضرارٍ مباشرة. لقد تمَّ تدميرُ كلّ شيءٍ. حتّى الأرصفة التي نمشي عليها دمرتها دباباتنا». وأشار الى أنّ إيران «تُحَضّرُ لشنّ هجومٍ ضدّ إسرائيل خلال عامَين، وأنّ كلّ ما نراه الآن من «حزب الله» هو مجرَّد تجربة قبل ذاك الهجوم».