IMLebanon

الخماسي يستعجل الرئاسة قبل تسوية الحدود

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

يعرف الخماسي الدولي أن لا شيء تبدّل في مواقف القوى السياسية الداخلية وأنّ الطرفين على خياراتهما، وقد لمس الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ذلك بوضوح في زيارته الأخيرة لبيروت، إلّا أنّ العواصم الخمسة، ترفض الاستسلام الآن، وتحديدًا في هذا التوقيت الإقليمي الدقيق.

فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة على الاتصالات على الضفة الرئاسية لـ”المركزية”، “هدف الخماسي محاولة إنجاز الانتخابات في الأسابيع القليلة المقبلة، بحلول تموز المقبل تحديدًا، لهدف أساسي يتمثّل في مشاركة الرئيس العتيد في إقرار التسوية المرتقبة للأوضاع على الحدود الجنوبية مع الكيان العبري. طبعا الوقائعُ السياسية والاقتصادية والمالية الضاغطة في الداخل، تلعب دورًا في استعجال الانتخاب، تضيف المصادر، إلّا أنّ الأهم في حسابات الخارج، هو الملف الحدودي، أي أنّ ثمة تكاملًا بين مسعى الخماسي ولودريان الرئاسي من جهة، ومساعي الموفد الأميركي آموس هوكستين “الحدودية” من جهة ثانية… بالتالي نجاح المساعي الأولى يُعتبر ضروريًا لنجاح المساعي الثانية، أمّا إخفاق الأولى فيخفّض كثيرًا حظوظ نجاح الثانية”.

انطلاقًا من هنا، لودريان طلب من الحزب الاشتراكي إبقاء الرئاسة موجودة في “الحدث” اللبناني، فباشر وفد من “اللقاء الديمقراطي” جولة على القوى المحلية، من أجل هذا الغرض. ومن هنا أيضًا، تضيف المصادر، نرى أنّ قطر لا تزال تنشط بقوة على الضفة الرئاسية. في السياق، وبعد استقبالها رئيس الاشتراكي سابقًا وليد جنبلاط، هي تستقبل وفدًا قواتيًا ممثلاً رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، وأيضًا، معاونَ رئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل الذي وصل الى الدوحة أمس، موفداً من الرئيس نبيه بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر، وقد تستقبل وفدًا كتائبيًا قريبًا.

وللتذكير، فإنّ هذا الضغط الخارجي الرئاسي يتزامن مع ضغط للتوصل الى اتفاق هدنة في غزة، عقب الطرح الذي تقدّم به الرئيس الأميركي جو بايدن. ويتطلع “الخماسي” إلى أن تنعكس هذه الهدنة على الجبهة الجنوبية أيضًا، فيُفتح المجال للتوصل الى اتفاق حول الحدود البرية. لكن كيف يحصل هذا الاتفاق في غياب رئيس للجمهورية؟ الامر صعب للغاية، تجيب المصادر، لذا تريد الخماسية ان يحصل الانتخاب في اقرب وقت، ويمكن ان يحث اجتماع النورماندي الرئاسي بين بايدن ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، في 8 حزيران الجاري، على الانتخاب.

وبحسب المصادر، إذا نجح وقف النار في غزة، قد يعود لودريان الى بيروت، لكن إذا فشل، وبالتالي إذا عادت حظوظ الحلّ الحدودي لتتراجع في الجنوب، مِن غير المستبعد أن نرى الحراك الدولي الرئاسي، يتلاشى من جديد…