IMLebanon

مساعدة الجنوبيين حق من المتفرد بالحرب لا من الدولة

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

مساعدة الجنوبيين المنكوبين نتيجة الحرب التي يخوضها حزب الله مساندة لغزة لا جدال فيها ولكن ان تأتي من موازنة الدولة امر يستوجب التوقف عنده والسؤال عنه، سيما وان تمرير الفاتورة الأولى للكلفة الباهظة (93 مليارا) جاء من غير ان يقترن بأي مساءلة او محاسبة او مجرد تلويح بكلمة من الدولة التي لم تسأل ولم تعط مجرد خبر يوم اعلن حزب الله الحرب بقرار منفرد احادي شكل بذاته الصدمة السلبية المواكبة لرصد الدفعة الاولى من المساعدات. ولو ان احدا لن يتصور الا تنفق الدولة من موازنة ولو متعبة وشبه مفلسة مليارات تلو المليارات على الجنوب المدمر فان طريقة تسلل واقرار الدفعة الاولى من طلبات مجلس الجنوب اثارت الكثير من الاستغراب لأن اقرارها جرى تلقائيا. ولم يرتفع صوت وزير في مجلس الوزراء بمجرد السؤال: لماذا على الدولة والمواطنين والمكلفين دفع اكلاف القرار الاحادي المنفرد لفريق يستأثر بقرار السلم والحرب عنوة، ولا احد يحق له مساءلته وممنوع عنه المحاسبة ولو من باب التذكير بأن لبنان المفلس المنهار سيحتاج الى ما يتجاوز المليارات من الدولارات وليس الليرات اذا مضت هذه السياسات المتفردة في نهجها ولن يجد لبنان من يمد له يد العون هذه المرة.

عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى يقول لـ”المركزية” في هذا الصدد: ان مساعدة الجنوبيين الذين استشهدوا ودمرت منازلهم حق وواجب ولكن يجب ان يكون بالدرجة الاولى من قبل المتسبب بذلك، اعني حزب الله الذي تفرد بأخذ قرار الحرب. وان كان لا بد للدولة ان تساعد فمن المفترض ان يشمل الامر كافة القطاعات التي تضررت نتيجة حرب المساندة هذه التي عادت بالويلات على اللبنانيين المنكوبين اصلا بفعل الازمات المالية والاقتصادية الحالة بالبلاد منذ سنوات. كان على حزب الله قبل جر لبنان الى الحرب درس نتائجها والتوقف مليا عند ايجابياتها وسلبياتها مع اخذ العبر بالحسبان من الحروب التي خاضها سابقا وعادت بالخيبات على البلاد. في الماضي خلص بعد تدمير الجنوب ولبنان في العام 2006 الى القول “لو كنت اعلم “. تراه ماذا سيقول لنا اليوم. من هنا وفي ضوء هذه المشهدية من العنتريات والمغامرات غير المحسوبة النتائج جاء تمسك القوى السيادية والمعارضة، بعد التسليم للثنائي الشيعي ومحور الممانعة، بالإتيان برئيس للجمهورية من النهج الحامي لظهر المقاومة، اي الخاضع لقرارها المتمسك بمرشحهم وعدم الذهاب الى الخيار الرئاسي الثالث، والإصرار على الحوار لخلق اعراف جديدة وربط مصير لبنان بمصير غزة وهو ما لمسه الموفد الرئاسي الفرنسي بالأمس جان ايف لودريان لمس اليد.

ويختم قائلا: ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلم البلد للثنائي الشيعي ولا يخالف لهما امرا، لذا دفع بمجلس الوزراء الى اقرار المليارت لمجلس الجنوب من دون درس او حتى نقاش.