كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
استبعد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري خلال زيارته بيروت الاثنين، احتمال ان تشن اسرائيل حربا واسعة على لبنان. وقال في مؤتمر صحافي عقده في سفارة بلاده، أنّ “إسرائيل التي تتخبط في مستنقع غزة، تبحث الآن عن مخرج، وليس في مقدورها إلحاق ضرر بلبنان، ولن تتورط في مواجهة مع المقاومة اللبنانية القوية”. وأعلن باقري أنه اختار لبنان كأول محطة خارجية له – بعد استلامه مهامه اثر وفاة سلفه حسين امير عبداللهيان في حادث تحطم “المروحية الرئاسية” في ايران – لأنه “مهد المقاومة” ضدّ إسرائيل.
على وقع هذه المواقف التي تقلل من فرضية الحرب، صعّد حزب الله، من وتيرة عملياته ومن طبيعة استهدافاته في الشمال الاسرائيلي، فكثّف ضرباته وألحق اضرارا كبيرة بالمستوطنات الشمالية التي اشتعلت فيها النيران وتأذّت بشدة.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هذه السياسة التصعيدية، مِن الممكن ان تستمر وتشتد في قابل الايام، سيما بعد اللقاء الذي جمع مساء الاثنين الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، والوزير باقري كني، حيث “جرى استعراض التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، وخصوصاً في جبهتي غزة ولبنان والحلول المطروحة والاحتمالات القائمة حول تطور الأحداث”، بحسب بيان صادر عن الحزب.
الموقف الايراني يستخف اذا بالتهديدات الاسرائيلية بإعلان حرب شاملة على لبنان، علما ان رسائل تحذيرية دولية وصلت من اكثر من عاصمة، الى المسؤولين اللبنانيين، على مر الاشهر الماضية، تحذّر من ان تل ابيب جدية في ما تتوعّد به ومن ان المساعي الخارجية للجمها، لا تبدو تلقى آذانا صاغية في الكيان العبري.
انطلاقا من هنا، واذا كان هذا هو “الرأي” الذي نقله باقري الى نصرالله، اي “لا حرب في الافق وكل ما يفعله الاسرائيلي تهويلي لا اكثر”، فإن الحزب، ذراع ايران في لبنان، سيمضي قدما في التصعيد.
لكن ماذا لو لم يكن هذا الارتياح في مكانه؟ تسأل المصادر، وماذا لو كانت التنبيهات الدولية للبنان جديّة، وقرر الاسرائيلي، الذي كان اصلا يلوّح بالحرب، ان يشنّ هذه الحرب لكن بشراسة اكبر للانتقام من الاذى الذي تسبب به الحزب في الايام الماضية في المستوطنات الشمالية؟ هل أبلغ باقري كني، والحال هذه، نصرالله، ان طهران ستقف الى جانب لبنان وستساعده للخروج من تحت هول الدمار والخراب اللذين سيلحقان به، وهو منهار اصلا، بعد الحرب الجديدة عليه؟