Site icon IMLebanon

خرجت من نافذة “الحزب” ودخلت من أبواب غزة

كتب صلاح سلام في “اللواء”:

مبادرة اللقاء الديموقراطي في وصل ما إنقطع من تواصل بين القيادات السياسية، ستكون بمثابة الخرطوشة المحلية الأخيرة، في محاولات تحريك المياه الراكدة في الإستحقاق الرئاسي، على المستوى الداخلي، بعدما وصلت مساعي الخماسية إلى حائط مسدود، بسبب الإنقسامات العامودية، وتمسُّك كل طرف بمواقفه المتشددة، دون التفكير بالسعي للتوصل إلى «تسوية ما»، تنقذ البلاد والعباد من العبث الراهن بمصير الجمهورية والكيان.

سقوط مبادرة كتلة الإعتدال، التي كادت أن تصيب أحد أهدافها على الأقل، من خلال جمع النواب تحت قبة البرلمان على طاولة التشاور، كان مدويّاً، لأن مساعيها قطعت أشواطاً مهمة، سرعان ما تبين أن المسألة كانت تدور في حلقات من السراب، لا أساس له على أرض الواقع.

والإحتمالات المحيطة بمبادرة اللقاء الديموقراطي، والتي ترجح عدم نجاحها، بسبب إستمرار المواقف والصعوبات التي إعترضت مساعي نواب الإعتدال، تؤكد من جديد أن الإستحقاق الرئاسي، هو عملياً بند خارجي، وغالباً ما يكون إقليمياً ودولياً، ويخضع لمناورات «لعبة الأمم» بين اللاعبين الكبار، عندما تدق ساعة الصفقات والتسويات الكبرى.

ولعل أولى العقبات التي تهدد خطوة الديموقراطي الجريئة، هذه المواجهة المفتوحة بين عين التينة ومعراب، والتي بدأت تتخذ طابعاً شخصياً، بعدما تركزت تصريحات الطرفين على «الشخص»، قبل الموقف، مما أدى إلى إشتداد أوار نيران الخلافات المزمنة، في وقت أحوج ما نكون فيه إلى ردم الهوات في المواقف، والبحث الجدّي عن نقاط مشتركة، يمكن البناء عليها، للخروج من تخبط العجز، وخلع لباس الدولة الفاشلة.

توقف المبادرات الرئاسية الداخلية، يعني، وبشكل لا يقبل الالتباس والإبهام، أن الأطراف السياسية اللبنانية، سلَّمت مفتاح قصر بعبدا لدول خارجية، تلعب أدواراً رئيسية في الساحة السياسية الشرق أوسطية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والسعودية وإيران، وذلك بمعزل عن وجود اللجنة الخماسية، التي فقدت الكثير من فعاليتها، بعد نجاح محاولات التنسيق الأميركي الإيراني منذ إندلاع الحرب على غزة، والتي ظهرت نتائجها في إبقاء الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية تحت السيطرة، ولم تتطور إلى حرب شاملة، تحت الضغط الأميركي على حكومة نتانياهو، والتفاهم الإيراني مع حزب الله.

هذا الواقع يفترض وجود لجنة ثلاثية الأضلاع، تضم واشنطن والرياض وطهران، تعمل في الكواليس الخلفية، للتحضير للتسوية الكبرى، بعد إعلان وقف النار في غزة، خلال فترة وجيزة، في حال نجحت خطة بايدن الأخيرة.

وهكذا تكون الإنتخابات الرئاسية خرجت من نافذة حزب الله الجنوبية، ودخلت من أبواب الصفقة الكبرى في غزة!