IMLebanon

فنادق جنوبية تتحوّل مراكز لإيواء النازحين

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

تحوّل فندق «مونتانا» في بلدة المروانية – قضاء الزهراني مركزاً لإيواء النازحين من الجنوب، عقب التصعيد الإسرائيلي منذ تشرين الأول 2023، بعد إعادة تأهيله بمبادرة من مالكه محمد سميح غدار ومفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله. وتشرف عليه لجنة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات ساحل الزهراني.

تجربة الفندق في إيواء النازحين ليست الأولى من نوعها، إذ سبق وتحوّل مركزاً للحجر الصحّي أثناء تفشي جائحة «كورونا»، حيث لاقت هذه الخطوة نجاحاً، لجهة بعده عن الاكتظاظ السكاني في البلدة، إذ يقع على تلة مطلة على بلدة المروانية وسط مرج أخضر ويتألف من ثلاثة طوابق ويتسع لعشرات العائلات.

اليوم، وحدة إدارة الكوارث في الجنوب حوّلت الفندق مركز إيواء في أواخر كانون الأول 2023 حيث استقبل أكثر من 135 عائلة بين دخول وخروج، ويضم حالياً 65 عائلة. وخصصت منظمة «أطباء بلا حدود» عيادة نقالة تحضر يوماً كل أسبوع للكشف على المرضى ومعالجتهم.

خصّصت وحدة إدارة الكوارث قاعة للطلاب مجهّزة بالإنترنت بغية متابعة دروسهم عن بعد، وتمّ تأمين اشتراك المولدات لساعات صباحية ومسائية، ويقضي الرجال معظم أوقاتهم في ساحة الفندق بلعب الورق والاستماع إلى أخبار العدوان على بلداتهم.

ويقول رئيس لجنة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات ساحل الزهراني سلام بدر الدين لـ»نداء الوطن» إن «نجاح التجربة السابقة في الحجر الصحي أثناء وباء كورونا، إضافة إلى الواجب الوطني والشعور بالمسؤولية تجاه أهلنا النازحين من الجنوب دفعنا إلى تكرار التجربة، واحتضان النازحين لا يقتصر على الفندق فقط الذي تمّ افتتاحه كمركز إيواء في شهر كانون الأول عام 2023 وفيه اليوم نحو 65 عائلة والإقامة فيه مجانية، بل يشمل مختلف قرى ساحل الزهراني، ولدينا نحو 1900 عائلة نازحة نوفّر الاحتياجات الضرورية لها ما استطعنا إليه سبيلاً».

ويوضح بدر الدين «أن النسبة الأكبر من النازحين تقيم عند أهالي المنطقة، كثر فتحوا منازل إضافية لديهم والبعض استضافهم لسابق معرفة أو من دونها، وقلة منهم استأجروا منازل موقتة، ونحن نحاول مساعدتهم قدر الإمكان ريثما تتوقّف الحرب الإسرائيلية ويعودون إلى قراهم»، مشيراً إلى «زيادة الإقبال على الإيواء من النازحين من القرى الحدودية، لأن المنطقة تعتبر آمنة وبعيدة عن خطوط المواجهة».

وتابع « نعمل تحت مظلة وحدة إدارة الكوارث في محافظة الجنوب، إلا أن الدولة لم تقدّم شيئاً ونحن نعمل بميزانية صفر وكل ذلك بجهود تطوعية، ونتعاون مع الجمعيات المحلية والهيئات الإغاثية الدولية لتأمين الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب ومنها وجبة غذاء يومية، إضافة الى أدوات النظافة والتعقيم وبرامج تعليمية وصحية ودعم نفسي وإقامة دورات تدريبية وترفيهية للأطفال ونشاطات مختلفة لتخفيف المعاناة عن النازحين».

ويروي النازح أكرم شامي من بلدة كفركلا أنه بقي صامداً في البلدة حتى اليوم الأخير من العام 2023، حيث التحق بعائلته التي نزحت بدورها في نهاية تشرين الأول أي بعد أسابيع قليلة على بدء العدوان الإسرائيلي، إلى منطقة صور ومنها الى هنا، ويقول «منذ ذلك الحين، تفقّدت منزلي في كفركلا مرة واحدة فقط وجلبت بعض الاحتياجات». ويشرح أنّ «بعض الجمعيات توفّر الكثير من احتياجات النازحين في الفندق، لجهة الطعام والشراب وأدوات النظافة والحصص التموينية والدعم النفسي للنساء والتعامل مع الأطفال ودعمهم مدرسياً، ولكن حياتنا صعبة بلا منازلنا أو أرضنا أو أعمالنا، نحن بحاجة إلى العمل لتوفير المال والعيش الكريم».

وعلى شاكلة فندق المروانية، تحول فندق «الصنوبر» في منطقة حاصبيا، مركز إيواء للنازحين من منطقة العرقوب، وهم من بلدات الهبارية، كفرشوبا، كفرحمام راشيا الفخار، الماري والفرديس ويضم 35 عائلة، بعدما تحول في فترة تفشّي كورونا مركزاً للحجر الصحي أيضاً. اليوم جميع الغرف ممتلئة والإقامة مجانية والبلدية هي المسؤولة عن إدارته وتأمين احتياجاته.