IMLebanon

تهديدات ايران لاسرائيل “بلا قيمة”

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

قتل مستشار للحرس الثوري الإيراني الاحد في غارة جوية إسرائيلية على سوريا، أدت الى مقتل 17 شخصا وإصابة 15 آخرين. وذكرت شبكة انباء الطلبة الايرانية الاثنين، أن المسؤول يدعى سعيد أبيار، من دون أن تذكر رتبته، أو تضيف معلومات عن هوية القتلى والمصابين الآخرين.

وليل الاحد، أفادت وسائل إعلام سورية رسمية بسقوط قتلى في هجوم جوي إسرائيلي استهدف بعض المواقع في محيط حلب شمالي البلاد. وحسب مصادر محلية، فإن من بين المواقع المستهدفة معملا لصهر النحاس قرب بلدة حيّان بريف حلب الشمالي الغربي. وأفاد ناشطون بأن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع لمجموعات مسلحة توصف بأنها موالية لإيران في بلدة حيّان.

من جهته، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن القصف الإسرائيلي الذي وقع في ريف حلب الشمالي أودى بحياة 17 شخصاً، هم إيرانيان، وثلاثة من “حزب الله” اللبناني، وثلاثة عراقيين، وتسعة سوريين.

الاربعاء، توعدت إيران إسرائيل بالرد على مقتل المستشار. ونقلت “وكالة مهر” الإيرانية للأنباء عن قائد “الحرس الثوري” اللواء حسين سلامي قوله إنه “على إسرائيل انتظار الرد” على مقتل المستشار العسكري سعيد آبيار في القصف الذي سقط فيه أيضاً عناصر من فصائل موالية لإيران. وقال سلامي: على الصهاينة أن يعلموا أنهم سيدفعون ثمن دماء الأبرياء التي سالت في هذه الجريمة، وعليهم انتظار الرد، وفق ما نقلت الوكالة الإيرانية. وأشارت الوكالة إلى أن “آبيار قتل أثناء أداء مهمة استشارية في سوريا”.

هذا الخبر مر مرور الكرام في الاعلام من جهة، وفي الاوساط السياسية والدبلوماسية الاقليمية والدولية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. لماذا؟ لأن استهداف القادة الايرانيين في سوريا بات عملة رائجة وخبرا اكثر من عادي، ولأن التهديدات الايرانية بالانتقام باتت ايضا مجرد كلام يتكرر عند كل استهداف يتعرض له مسؤولون ايرانيون، لا يأخذه احد على محمل الجد.

مَن اوصل الوضع الى هذا الواقع، تتابع المصادر، هو السلوك الايراني. فطهران لم تقرن يوما القول بالفعل، وعندما “فعلت”، أرسلت مسيرات الى اسرائيل، لم تلحق بها أي أذى يُذكر، وذلك للانتقام على عملية بحجم ضرب قنصليتها في سوريا. انطلاقا من هنا، أخذت تل ابيب “راحتَها” في “اصطياد” الايرانيين وحلفائهم في سوريا، لانها تعرف ان الجمهورية الاسلامية لن تردّ.. وانطلاقا من هنا ايضا، لم يعد الكلام العالي السقف والتهديد والوعيد الايرانيين، ذات قيمة. وقد أتى الاعتراف الايراني الصريح بحصول مفاوضات بين طهران وواشنطن في مسقط، على لسان وزير خارجية الجمهورية الاسلامية في إيران بالوكالة علي باقري كني، منذ ايام من بيروت، ليُفقد ايران ما بقي لديها من صدقية، لان مَن يفاوض الولايات المتحدة، لن يُغضب اكبر حلفائها في العالم اي اسرائيل، تختم المصادر.