Site icon IMLebanon

سباق بين التحركات السياسية والتصعيد

كتب أحمد عز الدين وخلدون قواص في جريدة “الأنباء” الكويتية:

إيقاع متسارع على الساحة اللبنانية وتحديدا الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، يسير بقوة عشية انعقاد قمة الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن في باريس. إيقاع سيفرض حضور الملف اللبناني، بشقيه الأمني في الصراع المستعر بين «حزب الله» وإسرائيل، والداخلي لجهة إنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ 31 أكتوبر 2022، وانتخاب رئيس للجمهورية يطلق عمل المؤسسات في البلاد، ويمثلها في مفاوضات خاصة بوضع الحرب أوزارها في المنطقة.

واستبعد مصدر سياسي لـ «الأنباء» أن تثمر مبادرة «اللقاء الديموقراطي» شيئا إيجابيا في عملية تقريب وجهات النظر في موضوع الملف الرئاسي. ورأى انها ستلقى مصير مبادرة «كتلة الاعتدال الوطني» و«المبادرات الوطنية الأخرى التي لم تستطع الوصول إلى حلول، بل كانت مجرد محاولات ضمن الإمكانيات المتاحة لها».

ورأى المصدر «ان المبادرات التي تحصل تلقى الترحيب من اللجنة الخماسية الداعمة لأي مسعى يصب في مصلحة لبنان. وللجنة تواصل مع أصحاب المبادرات لحلحلة العقد وإيجاد مساحة مشتركة بين القوى اللبنانية للتوصل إلى اتفاق لعقد جلسة في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية».

وشدد «على أن أي مبادرة تطلقها القوى السياسية المسيحية من «التيار الوطني الحر» و«القوات» و«الكتائب» و«المردة» بغطاء من بكركي سيكتب لها النجاح، باعتبار ان حلفاء هذه القوى من الجهة الإسلامية ستؤيدها، ويصبح قرار انتخاب رئيس للجمهورية نافذا، والدول العربية والصديقة هي أول من تؤيد اتفاق اللبنانيين وتدعمهم وتساعدهم في إنجاز الاستحقاق الرئاسي».

وتأتي «مبادرة» الحزب «التقدمي الاشتراكي» بتشجيع فرنسي وقطري على إبقاء الاتصالات على نار هادئة في انتظار نضوج الظرف المناسب، او بتعبير آخر كما يصفه مرجع معني لـ«الأنباء» بملء الفراغ. وكان لافتا استدراك «التقدمي» لطبيعة المرحلة وعدم رفع سقف تحركه وأهدافه. وينطلق التحرك الجنبلاطي من قناعة بأن الحوار هو الخيار الوحيد الناجح.

وقال مصدر مشارك في الاتصالات لـ «الأنباء» ان المسألة «ليست قضية حوار، بل كما يقول المثل الشائع: «قلوب ملآنة». فالقوى الفاعلة في المعارضة لا تعترض على الحوار من حيث المبدأ كوسيلة، بل على مقاصده. وترى انه يهدف إلى إعطاء حق الفيتو لفريق على كل أمر يطرح في البلد. وهذا الفريق يلجأ إلى الحوار متى شاء ويرفضه متى توافرت مصلحته».

وأضاف المصدر: «في المقابل فإن الطرف الثاني يرى ان الاستحقاق الرئاسي مثله مثل تعديل الدستور، يتطلب توافقا فرضه القانون عندما حدد حضور ثلثي أعضاء المجلس في مجالين فقط هما تعديل الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية، الامر الذي يعني موافقة الغالبية الكبرى. كما طالب بحد أدنى لعدد الاصوات لا يمكن النزول تحته، فيما ينص على النصف زائدا واحدا في كل جلسات مجلس النواب لبقية المواضيع، من دون تحديد سقف لحد أدنى، بما يعني انه يمكن إقرار قانون بربع عدد إعضاء المجلس، وهذه دلالات ذات مقاصد للمشرع».

ميدانيا، تصاعد العنف المتدرج في البلدات الجنوبية على الحدود، تماشيا مع التهديدات الإسرائيلية بالتصعيد. وقد دخل على خط التهديد الرئيس الاسرائيلي إسحق هرتزوغ معلقا على الهجوم الذي استهدف منطقه «حرفيش» في شمال إسرائيل وأدى إلى وقوع عدد غير قليل من الاصابات. ووصف هرتزوغ الوضع هناك بـ«الصعب». وقال: «على العالم الا يتفاجأ بالقيام بفعل قوي، فهذا الوقت ليس للوقوف مكتوفي الأيدي».

وذكرت وسائل إعلام عسكرية إسرائيلية، ان القيادة العسكرية تضغط على حكومة الحرب لاتخاذ قرار بشأن الشمال، وانها تستعد لحرب واسعة، وقد استدعت للغاية 50 ألف جندي من الاحتياط.