كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
حتى اليوم، لم تتسلم وكالة «الأونروا» أربعاً من مدارسها في منطقة الطوارئ في عين الحلوة، رغم انتهاء الاشتباكات المسلحة في المخيم (أيلول 2023)، وعودة الحياة إلى طبيعتها (شباط 2024) بعدما قرّرت حركة «فتح» إزالة كل الدشم والمتاريس وإعادة فتح الطريق الرئيسي من البركسات إلى الطوارئ والذي يعتبر ممرّاً أساسياً إلى هذه المدارس.
وقد اندلعت اشتباكات عين الحلوة في 30 تموز 2023 بين «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» على خلفية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه، أسفرت في حصيلتها النهائية عن مقتل أكثر من 30 فلسطينياً وسقوط مئات الجرحى.
في المخيم مجمّعان تربويان فيهما ثماني مدارس تقع أربع منها «بيسان، الناقورة، صفد والسموع»، بين منطقتي التعمير والطوارئ والشارع الفوقاني، والأربع الأخرى «مرج بن عامر، حطين، الفالوجة وقبية»، في شارع بستان القدس، وتوفر التعليم لنحو 5900 طالب في مختلف المراحل الابتدائية والمتوسطة حتى الثانوية.
وقد أثار تباطؤ «الأونروا» في عدم تسلم مدارسها وبدء عملية تأهيلها وترميمها بعدما أصيبت بأضرار كبيرة، استياء لدى القوى السياسية الوطنية والإسلامية التي عقدت اجتماعاً طارئاً مع مدير «الأونروا» في منطقة صيدا إبراهيم الخطيب ومدير المخيم عبد الناصر السعدي، وطالبته بصيانة تجمع المدارس في حي الطوارئ ومدرسة مرج بن عامر في بستان القدس وإعادة فتح مكتب مدير المخيم المقفل منذ الاشتباكات.
ويقول مسؤول حركة «حماس» في المخيم خالد زعيتر لـ»نداء الوطن» إن الوكالة لم تتسلم المدارس بعد، وهذا أمر مستغرب حتى ولو لم تقرّر ترميمها وتأهيلها بحجّة عدم وجود الأموال الكافية والبحث عن مموّل أو إحدى الجهات الداعمة، معرباً عن خشيته من ضياع عام دارسي آخر فيها كما جرى العام الحالي.
وكشف زعيتر «أن «الأونروا» تنظر إلى الأوضاع الأمنية الراهنة في لبنان بأنها خطيرة، نتيجة التصعيد العسكري على جانبي الحدود والعدوان الإسرائيلي»، مشيراً في الوقت نفسه إلى «أنها تصنف مخيمات الجنوب وتحديداً الرشيدية، البص، البرج الشمالي، عين الحلوة والمية ومية بأنها في دائرة الخطر.
بالمقابل، أكد مسؤول «حزب الشعب الفلسطيني» في منطقة صيدا عمر النداف لـ»نداء الوطن» أن «الأونروا» أبلغتنا عزمها على البدء بترميم مدرسة مرج بن عمر في شارع بستان القدس، كي تكون إلى جانب ثلاث مدارس في المنطقة ذاتها ضمن العام الدراسي المقبل». واوضح أن المدارس الأربع في منطقة الطوارئ تحتاج إلى موازنة مالية كبيرة نظراً للأضرار التي لحقت بها، وقد أبلغنا أنها من مسؤولية الوكالة البحث عن ممول من أجل القيام بهذه العملية، من دون التذرّع بالعجز المالي أو الوضع الأمني، سواء في المخيم أو الجنوب اللبناني بشكل عام.
إعتصام احتجاجي
وإلى جانب المطالبة بترميم المدارس، طالب «الحراك الفلسطيني المستقل» الوكالة برفع نسبة المستفيدين من حالات العسر الشديد (برنامج الشؤون الاجتماعية) في ظل الأزمة الاقتصادية في لبنان وانعكاساتها على أبناء المخيمات ورفع نسبة المبلغ المخصص بعدما قلّصته من 50 دولاراً للفرد شهرياً إلى 30 دولاراً.
ونفذ الحراك اعتصاماً احتجاجياً أمام مكتب الشؤون الاجتماعية في المخيم رفضاً لتخفيض المبلغ ومطالباً بفتح الملف لاستيعاب عائلات جديدة، بسبب ازدياد الضغوط الاقتصادية على اللاجئين الفلسطينيين، جراء تعمّق آثار أزمة الانهيار الاقتصادي اللبناني وارتفاع الأسعار. في ظل نسب فقر تتجاوز 80%.