IMLebanon

إستهداف السفارة الأميركية يحمل رسائل عدة

كتب داود رمال في جريدة “الأنباء” الكويتية:

نقل الاعتداء الارهابي على السفارة الأميركية في عوكر (شرق العاصمة بيروت)، لبنان من مرحلة الأمن الممسوك إلى مرحلة مخاطر التفلت بأثمانه الباهظة، من خلال استخدام النازحين السوريين في أخطر لعبة يعرف من يديرها أوان إطلاقها، ولكن يستحيل التحكم بمآلاتها ونتائجها الكارثية على البلد.

ولعل ما جعل الأجهزة الرسمية العسكرية والأمنية ومعها السياسية تستنفر بكل طاقاتها، كما قال مصدر رفيع المستوى لـ«الأنباء»، هو «الخشية من ان يكون الاعتداء الإرهابي على السفارة الأميركية، بداية لتحويل لبنان ساحة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، والتعامل معه على انه الساحة الاسهل والخاصرة الرخوة التي يمكن اختراقها في عملية الكباش القائم عسكريا ولعبة عض الأصابع، في الحرب الدائرة والممتدة من قطاع غزة إلى لبنان انتهاء بالبحر الأحمر».

ولم يستبعد المصدر ان يكون «مكان العملية والتوقيت، مرتبطين بمحاولة إرهاب الأصوات الجدية التي ارتفعت مطالبة بحل قضية النزوح السوري تمهيدا لإسكاتها، لأن مسرح العملية في المنطقة ذات غالبية مسيحية، حيث بدت عملية تطبيق القوانين اللبنانية بحق الأجانب المخالفين لشروط الاقامة وتحديدا السوريين. وتصدر الموقف المطالب بحل لقضية النزوح السوري البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي والقوى المسيحية الأساسية، وهي «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية»، وبالتالي يمكن قراءة العملية الإرهابية في عوكر انها تحمل رسائل عدة».

وحذر المصدر «الأحزاب اللبنانية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ومن يدور في فلكهم (…)، من إضافة حادثة عوكر إلى لائحة النقاط الخلافية والسجالية الطويلة، لأن في ذلك تعمية على المستفيد والمخطط، وبالتالي على الجهة المعادية التي تريد شرا بلبنان، في مرحلة إقليمية ودولية في غاية الخطورة. ويأتي تحريك الجماعات الإرهابية، وباعتراف الجهات اللبنانية المعنية والعليمة، بمثابة قرار خارجي، اذ لا قدرة لأي جهة لبنانية على خوض هذه المغامرة، خصوصا ان توظيف الإرهاب في عملية المبارزة وتسجيل النقاط، سلاح ذو حدين. ومن يشتغل من هذه الجماعات مع جهة إقليمية ودولية، فإنه سيعمل ضدها لاحقا عندما تتبدل الظروف».

ونوه المصدر «بسرعة الأجهزة العسكرية والأمنية، لاسيما الجيش اللبناني ومديرية المخابرات التي كشفت ملابسات الحادثة، والأهم بقاء المنفذ على قيد الحياة، لأنه هو المصدر الأساسي لكل المعطيات التي يتوسع التحقيق بناء عليها، ومعه تتم الملاحقات والتوقيفات. وما يجب الركون اليه هو ان القضية برمتها في عهدة الجيش، الذي يثبت في كل امتحان قدرته على الإمساك بالوضع، وسرعته في جلاء ملابسات الجرائم المرتكبة، وكانت ابرزها مؤخرا عملية قتل مسؤول القوات في جبيل باسكال سليمان، والتي كشفت بوقت قياسي. لذا من الأهمية بمكان إخراج حادثة عوكر من السجالات الداخلية والتوظيفات السياسية، لأن أي محاولة لوضع العملية في إطار محلي ضيق، ستكون بمثابة الغطاء الذي يستفيد منه الإرهابيون ومشغلوهم لتنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية، وتعليقها على شماعة نصرة غزة».