كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
استمرت وتيرة التهديدات الإسرائيلية للقيام بحرب، لإنهاء مخاطر قيام حزب الله، باستهداف المستعمرات الإسرائيلية في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية الجنوبية بالتصاعد، حتى باتت تصدر يوميا، في زيارات ومواقف لكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، حتى باتت في نظر بعض المراقبين تنذر بقرب حصول الحرب الواسعة بين الحزب وإسرائيل، لتطال مناطق بعيدة عن حدود الاشتباكات السائدة بين الطرفين منذ السابع من شهر تشرين الاول الماضي.
هل التهديدات الإسرائيلية جدية، ولبنان في عين الخطر؟
لا يقلل مصدر ديبلوماسي من خطورة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة لتوسعة الحرب ضد حزب الله، خارج نطاق مايعرف بقواعد الاشتباك، التي خرقت اكثر من مرة، من قبل إسرائيل وحزب الله، لتشمل مناطق واسعة في إسرائيل ولبنان، ولكن لاتزال هناك ثلاثة عوائق اساسية تحول تنفيذ التهديدات الإسرائيلية حتى الان على الاقل، أولها رفض الولايات المتحدة الأميركية والدول الحليفة الكبرى والصديقة، تأييد او دعم اي عدوان إسرائيلي واسع النطاق ضد لبنان،ولو كانت الذريعة، ازالة خطر المواجهة العسكرية المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، لان مثل هذه الحرب، ستؤدي حتما الى توسع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وتهدد بتداعيات سلبية، قد تطيح بمساعي الولايات المتحدة الأميركية، لتبريد جبهة الجنوب، والتوصل إلى اتفاق نهائي بين لبنان وإسرائيل على تسوية مشاكل ترسيم الحدود واحلال الامن والاستقرار في المنطقة.
وثانيا، استمرار انشغال الجيش الاسرائيلي في الحرب العدوانية ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة منذ ما يقارب الثمانية اشهر، وفشله الذريع في تحقيق الاهداف التي اعلنها للقيام بهذه الحرب، واهمها القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين والرهائن الاسرائيليين والاجانب لديها.
اما العامل الثالث، فهو الانقسام السياسي الداخلي الإسرائيلي، وتعذر اتخاذ موقف موحد لشن حرب واسعة ضد حزب الله، في الوقت الذي، يتزايد فيه الخلاف في كيفية التعاطي مع ملف وقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، لدى حركة حماس وإسرائيل.
وفي اعتقاد المصدر ان تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية والحديث عن حرب واسعة لازالة خطر المواجهة العسكرية مع حزب الله ، موجه إلى الداخل الاسرائيلي على وجه الخصوص، لامتصاص نقمة سكان المستوطنات الإسرائيليين الذين هجروا من منازلهم وأماكن عيشهم، والناقمين على الحكومة الإسرائيلية جراء عجزها عن التحرك العسكري بفاعلية،لازالة خطر وجود حزب الله، وتمكينهم من العودة إلى منازلهم.
ويشير المصدر إلى ان الولايات المتحدة الأميركية، كانت منذ بداية المواجهات العسكرية بين الحزب وإسرائيل، ترفض رفضا قاطعا، قيام إسرائيل بحرب واسعة ضد لبنان، وشكلت بما يمكن وصفه بغطاء قوي لمنعها حتى اليوم.
ولكن ما يخشى منه المصدر الديبلوماسي، وقوع حادث اغتيال، او تسبب الاشتباكات، بسقوط ضحايا كثر، من شأنه توسع المواجهات، وخروجها عن الوتيرة المعتمدة، وتحولها الى حرب شاملة، وهذا توقع محتمل حدوثه.