كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
دخل العدوان الإسرائيلي على الجنوب شهره التاسع، وترتفع كل يوم كلفة الخسائر البشرية في الأرواح، والمادية في الممتلكات والمزروعات، بينما تهدّد الخسائر غير المباشرة موسم السياحة لهذا العام بعدما قضت على مواسم الزراعة من الزيتون والتبغ والقمح وغيرها.
ولا يخفي أصحاب المؤسسات السياحية أنهم أصيبوا بخسائر بالجملة، مباشرة لجهة تدمير بعض الفنادق والمطاعم وبيوت الضيافة – المنتجعات، التي ساهمت بتنشيط السياحة الداخلية العام الماضي قبل تنفيذ عملية طوفان الأقصى، أو غير مباشرة لجهة تراجع حركة السياح عن المنطقة نتيجة التصعيد العسكري.
ويؤكد رئيس الاتحاد اللبناني للنقابات السياحية علي طباجة لـ»نداء الوطن» أن «خسائر الموسم السياحي جسيمة، ويمكن تقسيم الجنوب إلى ثلاث مناطق، الأولى: القرى الحدودية المواجهة وقد نالت نصيباً كبيراً بعدما دمرت بعض المطاعم وبيوت الضيافة وحتى الآن لا يمكن إحصاء حجم هذه الخسائر»، متوقعاً أن تتراوح نسبة الإشغال ما بين 20 إلى 30 في المئة. والمنطقة الثانية غير المواجهة والتي تعتبر في الخطوط الخلفية، وهذه أصيبت بخسائر بعدما وسعت إسرائيل من دائرة اعتداءاتها حيث أقفل بعضها أو تضرّر بعضها الآخر، ولا سيما منها المطاعم وبيوت الضيافة التي برز نجمها في السياحة الداخلية عقب الأزمة الاقتصادية وتفشي «كورونا».
والمنطقة الثالثة، وفق طباجة، المناطق الجنوبية البعيدة نسبياً عن الحدود، وقد شهدت تراجعاً في حركة السياح، سواء داخلياً أو من الخارج، والتواصل مع مكاتب السياحة وشركات الطيران يشير إلى أن الحجوزات تراجعت هذا العام وهي أقل بكثير من العام الماضي».
ويوضح طباجة أن «الموسم السياحي هذا العام يعتمد على المغتربين اللبنانيين بنسبة تتراوح بين 90 إلى 95%، حيث يعتبرون العمود الفقري لهذا القطاع، وقد يخففون من وطأة الخسائر المادية التي أصيب بها أصحاب الفنادق والمطاعم في الجنوب، حيث يوجد ما بين 500 إلى 600 مطعم، ومنها 150 مطعماً مقفلاً في المنطقة الحدودية، ونحن بحاجة إلى خطة لإعادة بناء القطاع السياحي في الجنوب».
وفي رسم لمشهدية المناطق، فقد أقفلت المنتجعات السياحية والمطاعم أبوابها في الناقورة ومرجعيون وحاصبيا وعلى طول البلدات الحدودية، بينما في صور والنبطية تعاني من ركود بانتظار الأعياد والمناسبات الاجتماعية والتربوية، لعلها تعوضهم بعضاً من الخسائر التشغيلية، وفي صيدا وجزين تراجع الإقبال خشية من التطورات العسكرية.
تجدر الإشارة إلى أن وزير السياحة وليد نصار الذي أطلق الحملة السياحية لهذا العام بعنوان «مشوار رايحين مشوار»، بعدما كانت العام الماضي «أهلا بهالطلّة»، أكد أن السياحة بحاجة إلى أمان واستقرار وسلام، والسّلام لا يُمنح ولا يُعطى، ويجب أن نكون صنّاعاً للسلام في المنطقة»، مشدداً على «أننا نقاوم الموت بالحياة، نبني ونقوم بمشاريع منتجة، وحوّلنا الاقتصاد الرّيعي إلى اقتصاد منتج». وقال «موازنة الوزارة صفر بالمئة، في حين أن القطاع السّياحي يساهم بـ40 بالمئة من النّاتج المحلي».