كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تشهد الاوضاع الامنية في لبنان مزيدا من التفلت والتصعيد المنبئ بالخطورة ، سواء على جبهة الجنوب او في الداخل . ما يعني اللبنانيين راهنا ان لبنان يقف عند مشارف الصيف. وهو في عراء مخيف من الضمانات التي تكفل له مرورا امنا بالحدود الدنيا ليس في ما يتصل بالاستقرار العام وتجنب غدرات الحرب فقط. بل ربما صار الامن الداخلي والاجتماعي اشد خطورة من اي تطور قتالي محتمل. بدليل المناخ الحاصل في الايام الاخيرة عبر الاهتزازات الجوالة .ان في ظاهرة تكاثر الحوادث المتعلقة بالنازحين السوريين .وان في ضبط الخلايا الداعشية ، المتصل منها باطلاق النار على السفارة الاميركية، او في ثورة الدراجين عقب انطلاق خطة امنية لضبط المخالفات وان في تسلل عمليات تهريب لشاحنات سورية وسواها اسلحة من تركيا .ما يعني ان ملف الامن الاجتماعي والاستقرار بات مطروحا على الغارب ليس من زاوية الاهتراء المتعاظم تدريجا متحديا سلطة الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية. بل ايضا من زاوية الخطورة العالية التي تطبع الصيف المقبل وسط تقديرات متشائمة يأمل اللبنانيون في ان يحصل ما يحبطها ويخففها ويبددها .
رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر يرى عبر “المركزية” ان دائرة العمليات العسكرية على جبهة الجنوب تتدحرج باتجاه الاسوأ والتوسع مترافقة مع تهديدات اسرائيلية يومية باجتياح لبنان وتدميره. الامر الذي تقف حائلا دونه الولايات المتحدة الاميركية خوفا من تمدد النار الى الاقليم برمته، بما فيه الدول الخليجية والممرات المائية البحرية، ما يهدد حركة التبادل التجاري وانسياب البضائع وخصوصا النفط الى العالم . اضافة، فان ايران وحرصا منها على استمرار مفاوضاتها مع واشنطن الجارية في سلطنة عمان هي بدورها تضغط على حزب الله لمنع الذهاب الى الحرب الشاملة . السؤال هل ان اميركا قادرة على ضبط نتنياهو والى متى، سيما وان بقاءه في الحكم كما مستقبله السياسي والشخصي رهن مضيه في الحرب؟ لذا الخوف يتعاظم من مقايضته غزة بجنوب لبنان. بمعنى تقف هناك لتبدأ هنا .
اما التفلت الامني المتصاعد في الداخل فهو ما يزال ممسوكا بدليل السرعة التي تقوم بها الاجهزة الامنية بالقاء القبض على المرتكبين والمخلين بالاستقرار . التي يضاعفها الوجود الكبير للسوريين في لبنان ومعظمهم من المحتاجين الذين يرتكبون الجرائم دون وازع و طمعا ببدلات مالية زهيدة .اضافة فان سهر الاجهزة الامنية مكّنها وفي عمليات استباقية من القبض على العديد من الخلايا الداعشية او غيرها المخلة بالسلامة العامة والامن الاجتماعي . صحيح ان الامن ممسوك ، لكن احتمالات التفلت قائمة. خصوصا وان اسرائيل دخلت على خط هز الاستقرار الداخلي من خلال تجنيد العديد من العملاء ليس لاستهداف حزب الله فقط انما لارتكاب عمليات تفجير غير مستبعدة.