رصد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد إسماعيل أبو أيوب، عدة مؤشرات على “اشتعال متوقع للجبهة الإسرائيلية اللبنانية”.
وهناك “تحضيرات إسرائيلية” لمواجهة موسعة مع حزب الله في إطار “رد إسرائيلي كبير”، بعدما “صعد مسؤولون إسرائيليون وتيرة تهديدهم بشن عملية عسكرية في لبنان”، وفق حديثه لـ”الحرة”.
وفي ظل عدم تحقيق “أهدافها العسكرية” في قطع غزة، سوف تسعى إسرائيل للحفاظ على “هيبتها” مستخدمة “قوة الردع” ولذلك فمن المتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية كبيرة في لبنان قريبا، حسبما يؤكد أبو أيوب.
من جانبه، يشير الخبير العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي، كوفي لافي، إلى أن “الاجتياح الجديد للبنان بات أقرب من أي وقت مضى”، وسط “تحضيرات إسرائيلية غير مسبوقة”.
ويدفع النظام الإيراني حزب الله لـ”التصعيد مع إسرائيل”، بهدف “إشعال المنطقة”، وهو ما سوف يتسبب بـ”زعزعة أمن واستقرار لبنان”، وفق حديثه لموقع “الحرة”.
ويهاجم حزب الله إسرائيل ولذلك “فلا مفر من التصعيد العسكري الإسرائيلي القادم على لبنان”، والقوات الإسرائيلية قادرة على “اجتياح الأراضي اللبنانية، وتدمير ترسانة حزب الله كاملة”، وفق الضابط السابق بالجيش الإسرائيلي.
بدوره، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد المتقاعد خليل الحلو، أن هناك” حرب استنزاف حقيقية قائمة بالفعل منذ 8 أشهر على الحدود بين إسرائيل ولبنان”.
وألحقت الحرب أضرار بالغة وجسيمة بلبنان، وهناك 65 قرية جنوبية بها تدمير يتراوح بين 60 إلى 70 بالمئة، وتم تهجير 100 ألف لبناني من الجنوب، فضلا عن خسائر زراعية تقدر بـ4 مليار دولار، وفق حديثه لموقع “الحرة”.
وهناك 100 ألف إسرائيلي تركوا منازلهم في شمال إسرائيل، لكن الخسائر في الجانب اللبناني “أعلى بكثير”، حسبما يؤكد الحلو.
وشدد على أن حزب الله “لا يريد أن يصل لمواجهة موسعة مع الجيش الإسرائيلي”، بينما إسرائيل “متحمسة ومستعدة لشن حرب على لبنان”.
ويتحدث الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني عن “مؤشرات” تدل على أن حزب الله “لا يرغب في حرب واسعة”، فهو لم يطلق رصاصة ولا صاروخ ولا قذيفة على حقول الغاز ومنصات النفط الإسرائيلية، رغم كونها “ضمن نطاق أسلحته”.
ولم يستعمل حزب الله “الصواريخ الدقيقة” التي يمتلكها في استهداف إسرائيل، رغم أنها قادرة على أن تطال “كافة الأراضي الإسرائيلية وأهداف استراتيجية بالداخل الإسرائيلي”، وفق الحلو.
ولكنه يشير إلى “تصعيد ملحوظ” في وتيرة وعدد العمليات اليومية التي يقوم بها حزب الله ضد إسرائيل.
ومعدل عمليات حزب الله ضد إسرائيل خلال الأشهر السابقة كان 8 يوميا، ومؤخرا تجاوزت 12 بشكل يومي وتصل إلى 14 أحيانا، لكنها “رد على ضربات إسرائيلية”، ما يعني أن “المبادرة على الأرض لدي الجانب الإسرائيلي”، حسب الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني.
ولدى حزب الله ما يتراوح بين 100 إلى 400 صاروخ تم تحديثها مؤخرا وتزويدها بأنظمة توجيه دقيقة، وفق “تقديرات خبراء عسكريين”.
ويقول كتاب حقائق العالم الخاص بوكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، إن التقديرات في 2022 أفادت بأن عدد المقاتلين بلغ 45 ألف مقاتل، مقسمين بين ما يقرب من 20 ألفا بشكل نظامي و25 ألفا من قوات الاحتياط.
ولذلك، يستعبد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء أركان حرب سمير فرج، “اتساع نطاق المواجهات بين إسرائيل وحزب الله أو اجتياح القوات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية”.
وإسرائيل “لن تغامر” في توسيع دائرة الصراع مع حزب الله الذي لم يستخدم حتى الآن سوى 10 بالمئة من قدراته، وفق حديثه لموقع “الحرة”.
ولدى حزب الله 160 ألف صاروخ وطائرة مسيرة متعددة المهام، ويمتلك القدرة على إطلاق 3 إلى 4 آلاف صاروخ نحو الأراضي الإسرائيلية أسبوعيا، وهناك 6 آلاف مقاتل تابع للحزب يستطيعون القتال فوق الأرض وبالأنفاق، حسبما يشدد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري.
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي أن “المواجهة الإسرائيلية مع حزب الله ستكون صعبة، لأن إسرائيل لا تستطيع القتال على جبهتين في وقت واحد، بينما جبهة غزة مازالت مفتوحة ولم يحقق الجيش الإسرائيلي أي إنجاز ملموس بها خلال 8 أشهر من الحرب”.
لذلك فإسرائيل “لن تغامر إطلاقا بدخول جنوب لبنان”، وفق اللواء فرج.
لكن على جانب آخر، توقع أبو أيوب اجتياح القوات الإسرائيلية الأراضي اللبنانية، وانزلاق الأمور إلى “مواجهة مفتوحة بين الجيش الإسرائيلي من جانب، وحزب الله ومليشيات تابعة لإيران من جانب أخر”.
وحزب الله ليس كحماس وهو “غير موجود بمنطقة محصورة” لكن جنوب لبنان بها عوائق طبيعية عدة، ما يصعب مهمة الجيش الإسرائيلي هناك، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي.
ويشير إلى أن السلاح لدى حزب الله “أكبر وأكثر تطورا” مما تمتلكه حماس، وبالتالي فخسائر الجيش الإسرائيلي ستكون “كبيرة على الجانبين العسكري والمدني”.
ومن جانبه، يؤكد لافي أن “إسرائيل تمتلك معلومات دقيقة عن قدرات حزب الله وترسانته من الأسلحة، ومموليهم ومن يساعدهم”.
وهناك مفاجآت إسرائيلية غير متوقعة لحزب الله قريبا، أما الجيش اللبناني فهو بمثابة “شرطة مطورة”، وبالتالي فهو لا يخيف ولا يقلق إسرائيل، وفق الضابط السابق بالجيش الإسرائيلي.