IMLebanon

الإنتخابات الرئاسية والفول بالمكيول!

كتب صلاح سلام في “اللواء”:

يتابع اللبنانيون، بكثير من الترقب والحذر، التطورات الأخيرة في الحركة السياسية الداخلية، والتي تحمل ملامح مؤشرات إيجابية، من شأنها أن تشكل بداية مسار يقود إلى تحقيق إختراق في جدار الأزمة الرئاسية، إذا سارت الأمور وفق ما يطلقه بعض الأطراف السياسية من مواقف، تتميز بحد أدنى من الليونة، كانت غائبة طوال الشهور التي مضت على الشغور الرئاسي.

رجحان كفة التشاور في الأيام الأخيرة، وعلى خلفية الزيارات التي يقوم بها كل من وفدي اللقاء الديموقراطي والتيار الوطني الحر، لمختلف الكتل النيابية، يزيل العديد من العراقيل التي كانت تحول دون تحريك المياه الراكدة حول قصر بعبدا، وتؤجل أي بحث جدّي في تسوية داخلية، قادرة على إنتاج التفاهم المطلوب على آلية الإنتخابات الرئاسية، وتجاوز الإنقسامات العامودية الحادة، وما رافقها من إستفزازات وتحديات بين الأطراف السياسية التي غرقت في نقاشات عقيمة، من نوع الملائكة ذكوراً أم أناثاً.

الذهاب إلى التشاور لا يعني، ولا يجب أن يعتقد البعض، إنه إنتصاراً لفريق معين، كما لا يعني إعتماد هذه الخطوة الإستثنائية، بمثابة تقليد أو عرف، يتكرر عند كل إستحقاق رئاسي، لأن الأزمة الراهنة، وتعقيداتها الإستثنائية، هي التي فرضت اللجوء إلى هذا الخيار الإستثنائي، الذي باركته اللجنة الخماسية، وربطته بإلتزام كل الأطراف المشاركة في التشاور، حضور جلسات الإنتخاب اللاحقة، وعدم تطيير النصاب، كما كان يحصل في الجلسات السابقة، والتي كانت آخرها في حزيران العام الماضي.

طبعاً من الأفضل أن يشارك الجميع في التشاور، وبالتالي المشاركة الإيجابية في الإنتخابات الرئاسية، سواء بالتزكية عبر التوافق على مرشح معين، أو عبر الإقتراع السري في صندوقة الأصوات، في حال تعذر التوافق، وإعتماد الإنتخابات الديموقراطية لإختيار الرئيس العتيد من بين عدة مرشحين.

اللجنة الخماسية أنجزت في لقاءاتها مع القيادات السياسية وضع الأرضية المناسبة لإجراء الإنتخابات الرئاسية، فور أن تضع الحرب في غزة أوزارها، وبعد عودة الهدوء إلى الجنوب. ويبدو أن قرار مجلس الأمن الأخير وضع الحرب على أبواب النهاية، رغم المماطلات المعروفة التي تقوم بها حكومة نتانياهو والفريق المتطرف فيها.

سفراء الخماسية أبلغوا من يعنيهم الأمر بأن مهلة التهاون في تعطيل الإنتخابات تنتهي في تموز المقبل، وعلى المسؤولين اللبنانيين أن يتحملوا عواقب إستمرار الشغور الرئاسي بعد تموز.

ولكن المثل اللبناني المعروف يقول للمتفائلين: لا تقول فول حتى يصير بالمكيول!