كتب منير الربيع في “المدن”:
هل أصبح حزب الله قادراً فعلياً على إسقاط طائرة حربية إسرائيلية؟ إنه أحد أكثر الأسئلة المطروحة على المستوى اللبناني، أو المستوى الدولي المهتم بتطورات المعركة العسكرية المفتوحة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ماذا يمتلك الحزب؟
حسب ما تكشف مصادر متابعة وقريبة من حزب الله، فإن الصواريخ التي أطلقها الحزب تجاه الطائرات الحربية الإسرائيلية، وأجبرتها على التراجع والخروج من الأجواء اللبنانية، هي صواريخ صنعت قديماً، وهي عملياً غير قادرة على إسقاط الطائرة. لكنها تحمل رسالة واضحة للإسرائيليين حول قدرة الحزب. وحسب حزب الله، فإن هذا التكتيك الذي استخدمه أدخل الإسرائيليين في طرح الكثير من التساؤلات حول ما يمتلكه.
وتضيف المصادر، الإسرائيليون يعملون وفق فرضيتين. الأولى، أن الحزب لديه هذه الصواريخ التي استخدمها فقط، وبالتالي لم تتمكن من إسقاط الطائرة الحربية. والفرضية الثانية تضع احتمالاً كبيراً بامتلاك الحزب لصواريخ أرض جو دقيقة ومطورة، وقد حصل الحزب عليها حديثاً، ولكنه لم يلجأ إلى استخدامها بعد، ولا أحد يعلم التوقيت الذي سيختار استخدامها وإسقاط الطائرة. وأن ذلك، في حال حصل، سيكون له أبعاد عسكرية متعددة، ويعني الانتقال إلى مرحلة قتالية جديدة، ستستوجب تصعيداً إسرائيلياً كبيراً، ليس بالضرورة أن تؤدي إلى اندلاع حرب واسعة، ولكن قد يلجأ الإسرائيليون إلى شن عمليات مكثفة وغارات في العمق اللبناني، وربما ضرب 100 هدف دفعة واحدة.
امتلاك القدرة
لا يشير حزب الله بوضوح إذا كان لديه هذه الصواريخ المتطورة. وتقول المصادر القريبة منه إنه يتركها كمفاجأة. ولكن من الواضح أن الحزب لديه معطيات كاملة عن آلية عمل منظومة الطائرات الحربية الإسرائيلية، كذلك المسيّرات، خصوصاً هرمز 900 التي تحلّق على ارتفاع 10 آلاف قدم، وقد تمكن من إسقاطها. وحتماً الصاروخ الذي سيستهدف الطائرة الحربية هو مختلف عن الصاروخ الذي استخدم لإسقاط مسيّرتي هرمز 450 وهرمز 900.
تشير بعض المعطيات إلى أن حزب الله يمتلك الصاروخ القادر على إسقاط الطائرة الحربية، وربما انتظار توقيت استخدامه يرتبط بمسار العمليات العسكرية ووجهتها، أو بالمسار الذي ستسلكه المفاوضات. خصوصاً أن الحزب يضع شرطاً في المفاوضات الجارية لمعالجة الوضع في الجنوب والوصول إلى حل ديبلوماسي، وهو منع استمرار تحليق الطائرات الإسرائيلية الحربية والمسيّرة في الأجواء اللبنانية، ومنع استخدام الأجواء اللبنانية لاستهداف الأراضي السورية.
مفاجآت جديدة
في المقابل، الرد على هذا الشرط يأتي من قبل الإسرائيليين والأميركيين، بأنه يمكن تحليق هذه الطائرات على ارتفاع يتجاوز العشرة آلاف قدم، وبالتالي لا تكون منظورة بالعين المجردة ولا يتم سماع صوتها. هذا الجواب يدرسه الحزب وفق احتمالين، إما أن الإسرائيليين يفترضون بأن الحزب لا يمتلك الصاروخ القادر على إسقاط المسيّرات والطائرات التي تحلق على هذا الارتفاع. وإما ان يكونوا يستخدمون هذا الأسلوب التفاوضي ليسمعوا رأي الحزب بذلك ورده على هذا الشرط. ومن فحوى الردّ يمكن الاستنتاج بمقدرته على إسقاط الأهداف الجوية على هذا الارتفاع.
الأكيد أن هناك مفاجآت جديدة يحضرها حزب الله عسكرياً، وسط اتجاه تصاعدي للعمليات العسكرية، كماً ونوعاً وعمقاً. وهذا من المرجح أن يستمر إلى فترة استنزاف طويلة ما بين جنوب لبنان وغزة.