IMLebanon

هل ينجح هوكشتاين بإقناع إسرائيل بالحلّ الدبلوماسي؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

تطرّق وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن في الدوحة الاربعاء، إلى الجبهة بين حزب الله وإسرائيل عند الحدود، قائلا “هناك 60 ألف إسرائيلي لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب صواريخ حزب الله”، مضيفا “نحاول منع التصعيد في جنوب لبنان ولا أحد يرغب في حرب جديدة هناك”. واشار الى ان “ما من شك لدي بأن أفضل طريقة أيضاً لتمكين التوصل إلى حل دبلوماسي للشمال الاسرائيلي مع لبنان، هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط”. بدوره، قال مسؤول أميركي كبير: مهتمّون بمنع تحوّل الوضع على الحدود اللبنانية إلى حرب شاملة. ولتكتمل حلقة الاهتمام الاميركي بجبهة لبنان – الاراضي المحتلة، يصل الى تل ابيب الاثنين المبعوث الاميركي اموس هوكستين.

في موازاة المتابعة الاميركية الحثيثة للوضع على الحدود اللبنانية الجنوبية، كان واقعها المقلق، حاضراً أيضاً، في لقاء عقده الاربعاء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي ضم سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، وعددا من السفراء. وبحسب بيان صادر عن السراي، خصص الاجتماع للتشاور في المستجدات الامنية في الجنوب وانعكاس الحرب في غزة على الاستقرار في لبنان.

ووفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، هذه الحركة الدولية تواكب المفاوضات الجارية بين القاهرة والدوحة، لمحاولة التوصل الى اتفاق يوقف الحرب في غزة، والمُراد من قِبل العواصم الكبرى، هو ان تشمل هذه الهدنة، جبهة حزب الله – اسرائيل ايضا. لكن في حال لم تبصر التسوية العتيدة النور، او في حال أبصرت النور، ورفضت ابيب ان تنسحب على جبهتها الشمالية، فإن ما يعمل عليه الدبلوماسيون هو اقناع الكيان العبري بتغيير مخططاته العسكرية “لبنانيا”.

المساعي هذه كانت حاضرة في صلب مباحثات بلينكن وايضا بين ميقاتي والدبلوماسيين الاجانب، وبحسب المصادر، فإن الاميركيين والوسطاء يضغطون على اسرائيل من اجل استبدال خيار “الحرب الشاملة” المدمرة على لبنان والتي يعدّ الجيش العبري العدة لها ويهدد بها منذ اشهر، بخيار العمليات الامنية المحدودة التي تُلحق الاذى بحزب الله فقط، والتي تستهدف بنيته التحتية وايضا كوادره وقيادييه، كضربة “جوَيّا” مساء الثلثاء – الاربعاء، التي سقط فيها احد اهم كوادر الحزب، وكعمليات الاغتيال الكثيرة التي نفذها الجيش الاسرائيلي بالمسيّرات على مر الاشهر الماضية.

المجتمع الدولي يرفض رفضا مطلقا تَوسُّع الحرب، وهاجسُه أن تنتهي المواجهات في غزة لتبدأ في لبنان! هذا هو “الكابوس” الذي لا يريد رؤيته يتحوّل واقعا. عليه، اذا لم ينجح “الكبار” وتحديدا هوكستين في ثني تل ابيب وفي إقناعها بالحل الدبلوماسي، وهي تبدي تشددا حتى الساعة في قبوله -بدليل انتقادها تشكيل لجنة فرنسية – اميركية – اسرائيلية لمتابعة وضع الجبهة الاسرائيلية الشمالية – فإن أبغض الحلال وما يسعون الى تسويقه في اسرائيل، هو العمليات الامنية المحدودة.. فهل يفلحون؟!