Site icon IMLebanon

رسالة قطرية لـ”الحزب”: إسرائيل تستعدّ للحرب الشاملة

كتبت منال زعيتر في “اللواء”:

لم يعد خافيا ان الجيش الإسرائيلي رغم هزيمته في غزة يريد تصعيد الحرب في لبنان الى مواجهة شاملة ومدمّرة… وبخلاف مزاعم معظم الدول الأوروبية وواشنطن عن عدم نقل رسائل تهديد جديّة الى لبنان حول ضربة إسرائيلية منتظرة، إلّا ان رسالة التهديد الأبرز وفقا لمصادر دبلوماسية موثوقة جاءت عبر القطريين وفيها كلام واضح عن «ان الجيش الإسرائيلي لا يريد أبدا وقف الحرب على الجبهة الجنوبية، ويريد توسيع الحرب في لبنان الى حرب شاملة ولن يتوقف قبل القضاء على حزب الله حسب زعمه، حتى لو توقفت الحرب في غزة»، ناسفة بالتالي كل ما يُحكى عن مبادرات وقمم فرنسية وأميركية للاتفاق على إيقاف الحرب وتطبيق القرار ١٧٠١، واليوم التالي بعد وقف الحرب على غزة.

مصادر قيادية في الثنائي الوطني أكدت تلقّي لبنان الرسالة القطرية التي تعتبر بمثابة إنذار جديّ عن ان الحرب الشاملة لم تعد بعيدة، وأضافت المصادر ان استعداد اسرائيل لهذه الحرب كان حتى الأمس القريب كلاما إعلاميا لرفع معنويات جنوده بعد هزيمتهم المدوية في غزة وللتخفيف من وطأة تفوّق حزب الله في الجبهة الجنوبية بعد استهدافه مواقع حسّاسة داخل الكيان، وتكبيده خسائر فادحة لا سيما في سلاح الجو، ولكننا نقول اليوم بان طبول الحرب بدأت تقرع والحرب عمليا «باتت على الأبواب».

واستدلت المصادر على استهداف الجيش الاسرائيلي لأحد أبرز القادة الميدانيين في حزب الله الحاج طالب سامي عبدالله للقول بان هذا التطوّر البالغ الخطورة منذ بداية طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي جاء في سياق أخطر محاولات العدو المتكررة لجرِّ حزب الله الى الحرب الشاملة، مؤكدة في هذا السياق ان حزب الله لا يتصرف بطريقة انفعالية ولن ينزلق الى الحرب الشاملة وفق توقيت اسرائيل، بل ما زال يعتمد استراتيجية الرد الموجع وغير الاستثنائي لإيلام العدو وتثبيت قواعد الردع التي تمنعه من توسيع دائرة استهدافاته وتجاوز الخطوط الحمر مجددا.

واعتبرت المصادر ان الذهاب الى الحرب ليس نزهة بالنسبة لاسرائيل، ورغم رسالة القطريين وقبلها الأوروبيين، إلّا ان الجيش الاسرائيلي يعلم جيدا ان سلاحه الجوي بات دون جدوى بعد أن أسقط حزب الله سبع مسيّرات، ثلاثة منها من نوع «هرمز ٩٠٠» والتي تعتبر فخر الصناعة الإسرائيلية، وهنا يمكن تأكيد نقطتين:

الأولى: تطوّر المنظومة الدفاعية الجوية لحزب الله، بما يسقط أهمية السلاح الجوي الإسرائيلي في أي حرب مقبلة، وهذا ينطبق أيضا على تثبيت معادلة ردع جوية بعد توقف الحرب تمنع اسرائيل من استباحة الأجواء اللبنانية.

الثانية: أثبت حزب الله منذ بدء معركة طوفان الأقصى ان السيطرة الجوية الكاملة باتت بعهدته، بعدما أثبت في حرب تموز ٢٠٠٦ ان السيطرة البرية له.

وفقا للمصادر، فان إسرائيل لن تستطيع مواجهة حزب الله في أي حرب شاملة بعدما استطاع الحزب تدمير منظومتها البرية في حرب تموز ٢٠٠٦، وكشف اليوم عن هشاشة منظومتها الجوية، أضف الى ذلك، ان إسرائيل عجزت منذ ثمانية أشهر على إسكات صواريخ المقاومة وضرب البنية التحتية العسكرية لمنصات الصواريخ التي تستهدف يوميا أهم المقرات العسكرية وكبّدت العدو حتى اللحظة خسائر بشرية ومادية باهظة.

واعتبرت المصادر ان إسرائيل ستواجه الهزيمة في أي حرب شاملة تدّعي انها تحضّر لها قبل أن تبدأ حتى، فالعدو فَقدَ القدرة عمليا على خوض أي مواجهة مع حزب الله وعليه إعادة حساباته، فأقصى ما يملكه قد يكون تفوّقا استخباراتيا ومعلوماتيا ولكنه ليس كافيا للفوز في الحرب أو القضاء على حزب الله كما يزعم.

وختمت المصادر كلامها مؤكدة ان المواجهة والحرب الشاملة لها حساباتها ومعادلاتها الدقيقة جدا، وتوقيت الحرب يرتبط بما يقرره محور المقاومة ولن يأتي من قبيل «ردة الفعل».