كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
تبدو الامور على الجبهة الشمالية للكيان العبري، وصلت الى مرحلة مفصلية. التهديدات الإسرائيلية بشن حرب شاملة على لبنان تتردد منذ اشهر، الا ان القضية اليوم يبدو وصلت الى خط النهاية في اسرائيل، والقرار سيُتخذ: حربا او حلا دبلوماسيا، في الايام القليلة المقبلة، فمرحلةُ الكلام التهويلي والتهديدي، انتهت، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”.
في السياق، وخلال استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين الاحد، تم بحث الوضع على الجبهة الشمالية وغزة. وأفاد إعلام إسرائيلي بأن نتنياهو قال لهوكشتاين الذي وصل الى لبنان اليوم “ستنقلون رسالة واحدة لرئيس وزراء لبنان، إما عودة “حزب الله” إلى ما وراء الليطاني الآن أو الحرب”. هوكشتاين التقى ايضا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد وتناول اللقاء موضوع الحدود الشمالية وعودة السلام والأمن لسكان الشمال.. وقال لابيد في هذا الاطار “على سكان الشمال العودة إلى منازلهم”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل منطقة بأكملها تتعرض لإطلاق النار منذ ثمانية أشهر”. وأضاف “تحتاج إسرائيل إلى إبعاد “حزب الله” عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال”
وفق المصادر، هوكشتاين حضر الى المنطقة بصورة طارئة منذ يومين، بعد ان شعر ان ثمة اسراعا للخطى في تل ابيب، على طريق اطلاق الحرب، حيث الاغتيالات والقصف المكثف، يمهّدان لقرارٍ كبير يقضي بايقاف العمليات في رفح، وتوجيه الآلة العسكرية نحو الجبهة اللبنانية.
انطلاقا من هنا، في إسرائيل، طلب هوكشتاين من المسؤولين التريث واعطاء فرصة اضافية للتسوية السياسية، فكان جوابهم: نُوافق، ولكن المطلوب إبعاد الحزب الى ما وراء الليطاني. اذا رضي اللبنانيون كان به، وعدلنا عن الحرب، اما اذا لم يرض حزب الله، فسنخوض الحرب لإرجاعه الى ما بعد الليطاني، وسنشن هذه الحرب، سواء وافقت واشنطن ام لم توافق.
يمكن القول اذا، ان محادثات هوكشتاين في بيروت مفصلية وحاسمة هذه المرة، وقد دلّت نبرته الى ان الامور فعلا مختلفة هذه المرة وقد قال من عين التينة “الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة ونسعى لوقف التصعيد تفاديا لحرب كبيرة”، ذلك ان عدم انتزاع هوكشتاين قبولا بالتراجع الى حدود الـ١٧٠١، سيعني ان الحرب ستُعلَن على لبنان، حتى ولو تم التوصل الى تسوية في غزة، ذلك ان اسرائيل تريد ضمان امن مستوطني الشمال، الامر الذي لن يحصل طالما حزب الله مرابض على الحدود. ورب قائل هنا، ان على هوكشتاين، وبدل تكبّد مشقة التنقل بين اسرائيل وعين التينة التي تفاوض باسم حزب الله، ان يتوجّه الى ايران ويفاوضها بالمباشر، فعندها الكلمة الاولى والاخيرة في ما خص تموضع حزب الله على حدود لبنان، تختم المصادر.