IMLebanon

هل تبقى الحرب مضبوطة الإيقاع؟

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

التهديدات الاسرائيلية بتدمير لبنان واجتياحه تتتالى. لا يمر يوم الا وهناك جديد على هذا الصعيد. اخرها كان لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال جولة عند الحدود الشمالية مع لبنان وتفقده مستوطنة كريات شمونة، حيث قال ان اسرائيل مستعدة لتحرك قوي للغاية في الجبهة الشمالية. نحن جاهزون لشن عملية مكثفة للغاية . وبهذه الطريقة او باخرى سنعيد الامن للمنطقة الشمالية .

وتابع: لدينا هدف بسيط في الشمال والحدود مع لبنان هو اعادة السكان الى المستوطنات، في اشارة الى عشرات الالاف الذين تم اجلاؤهم من منازلهم قرب الحدود اللبنانية بعد شن حرب على قطاع غزة في تشرين الاول الماضي.

اضاف: من اجل القيام بذلك يجب علينا استعادة الامن وهذا سيتحقق. لن نتهاون في هذا الامر سنحقق هدفنا بإحدى طريقتين: عسكريا اذا لزم الامر ودبلوماسيا ان امكن. وخاطب حزب الله قائلا: عليه ان يفهم اننا سنعيد الامن وآمل بأن يتم فهم هذه الرسالة هناك.

النائب السابق والعميد المتقاعد وهبة قاطيشا يقول لـ”المركزية” في السياق: لا شك في ان نتنياهو بتهديده المتكرر باجتياح لبنان يعرب عن تمنياته حتى اذا ما تسنت له الإمكانات اللازمة السياسية والعسكرية قد يسعى الى ترجمتها على الارض بأي شكل. لكن التمنيات شيء والافعال شيء اخر .هنا هو يعلم صعوبة ان لم يكن استحالة الدخول البري الى لبنان. قد يستعمل اسطوله الجوي ويدمر العديد من المرافق الحيوية اللبنانية. لكن في ظل هذا العجز الذي يعانيه الجيش الاسرائيلي في غزة الذي لم يستطع تحقيق نصر وهدف من الاهداف التي اعلنها نتنياهو بالذات استبعد توسيع دائرة القتال على الجبهة الجنوبية لعدة اسباب منها: اولا الضغط الذي تمارسه اميركا للحؤول دون نشوب حرب شاملة في المنطقة من شأنها ان تجر الى سلبيات عدة على ادارة بايدن الساعية الى العودة مجددا الى البيت الأبيض. ثانيا حرص اميركا وايران على استمرار المفاوضات الجارية بينهما من جهة وعدم الذهاب الى المواجهة المباشرة من جهة ثانية. ثالثا تسليم اطراف الصراع بواقع الاستنزاف القائم وتحوله الى عملية عض اصابع بانتظار من يصرخ اولا.

ويضيف: لا شك في ان الكلمة في مسار الحرب هي لتطورات الميدان . الظاهر حتى الساعة ان امد القتال سيكون طويلا خصوصا وان الرهانات العسكرية لاطراف النزاع تحولت الى سياسية. الجميع بانتظار المتغيرات حتى ان بعضهم يربطها بنتائج الانتخابات الاميركية.

الخلاصة ان جنوب لبنان بقراه ومنازله تدمر وبات شبيها بحال غزة. اضافة الى ان الاوضاع الاقتصادية في لبنان ازدادت تقهقرا لا لشيء الا لحرب عبثية عنوانها اشغال اسرائيل ومساندة غزة.