IMLebanon

هل طلبت ايران من حماس التهدئة؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

في توقيت لافت ودقيق، التقى وزير الخارجية الإيرانية بالإنابة علي باقري كني رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية امس، في العاصمة القطرية الدوحة. وخلال اللقاء، شدد باقري كني على ضرورة استخدام جميع الإمكانات والقدرات لتحميل الكيان الصهيوني ثمن فظاعاته وجرائمه، وقال “لا يجب جعل المقاومة محدودة بالمقاومة المسلحة الداخلية ضد المحتلين”. وأشاد باقري كني بالصمود البطولي للشعب والمقاومة الفلسطينيتين، شارحًا التحركات الدبلوماسية الأخيرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم المقاومة على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف. وأضاف باقري “من الضروري الاستفادة من جميع الطاقات والإمكانات لجعل الكيان الصهيوني يتحمّل ثمن اعتداءاته وجرائمه ولا يجب اقتصار المقاومة على المقاومة المسلحة في مواجهة غزة، بل إن المقاومة الحقوقية والمقاومة السياسية والمقاومة على الساحة الدبلوماسية العامة في خارج فلسطين، يجب أن تواكب المقاومة المسلحة في الداخل لدعم وإسناد إرادة وحق الشعب الفلسطيني”.

بدوره، عبّر هنية عن شكره للدعم الذي يقدمه قائد الثورة الإسلامية والحكومة والشعب والجهاز الدبلوماسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب والمقاومة الفلسطينيتين، وقال “على الرغم من استمرار الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي يقترفها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فان مقاومة الشعب الفلسطيني ثابتة وصامدة بوجه الكيان الصهيوني المعتدي”. واعتبر هنية أن الظروف السياسية للكيان الصهيوني في الداخل والوضع الإقليمي والدولي لهذا الكيان ونهضة الرأي العام في الغرب خاصة أمريكا ضد جرائم الغزاة، والتطورات الميدانية لجبهة المقاومة في لبنان واليمن مؤشرات النضج الإستراتيجي لشعوب المنطقة وعدم إمكانية العودة الى الفترة التي سبقت عملية طوفان الأقصى”. وأضاف “جيش الكيان الصهيوني وبعد 9 أشهر من العدوان العسكري الواسع والإبادة الجماعية ضد أهالي غزة، قد فشل فعليًا في نيل أهدافه”. وبيّن هنية المواقف المبدئية لحماس إزاء المشروع السياسي المعروض لوقف الحرب ضد غزة، وأكد أن حماس ترحب بأية آلية تلبّي جميع مطالب الشعب الفلسطيني.

اللقاء هذا، على جانب كبير من الاهمية بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فهو يأتي في وقت تجهد قطر لاقناع حركة حماس بتسهيل طرح الهدنة الذي اقترحه الرئيس الاميركي جو بايدن، وحتى الساعة، لا تزال مساعيها تراوح مكانها، في وقت يشير الجانب الاميركي الذي يضغط على تل ابيب، الى ان الاخيرة وافقت على المقترح. عليه، تشير المصادر الى ان الدوحة قررت التواصل مباشرة مع الطرف الاقليمي الاكبر الداعم لحماس اي ايران، لدفعها الى التدخّل لدى الحركة واقناعها بخفض سقوفها. فهل اقتنعت ايران بالتعاون؟ وهل ابلغ قني هنية بالتهدئة ام بالعكس؟