تقرير ميليسا ج. افرام:
تحت شعار “اليوغا للنفس والمجتمع”، يُحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لليوم الدولي لليوغا. وبالمناسبة عمدت السفارة الهندية في بيروت الى تنظيم مجموعة من النشاطات في عدد كبير من المناطق في أقضية مختلفة بهدف نشر هذه الثقافة التي تفيد الصحة الجسدية والنفسية ففوائد اليوغا للصحة النفسية والبدنية قد وثقت جيدًا في الأبحاث والدراسات التي نشرتها كل من كلية هارفارد الطبية والمجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية ومجلة الطب البديل والتكميلي (الولايات المتحدة).
وبعد أن عرفت الهند ببلد البهارات، توجهت الأنظار في السنوات الأخيرة اليها بسبب أهمية ممارسة اليوغا والتي نشأت في الهند منذ أكثر من 5 آلاف عام.
وقال سفير الهند في لبنان محمد نور رحمن الشيخ في حديث لموقع IMLebanon: “نحتفل اليوم بالذكرى العاشرة لليوم الدولي لليوغا في كل من كتيبة الهند في اليونيفيل وعلى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في بيروت، اسمحوا لي أن أقتبس من خطاب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2014: “اليوغا هدية لا تقدر بثمن من التقاليد الهندية القديمة. تجسد اليوغا وحدة العقل والجسد، والفكر والعمل، وهي منهجية شاملة تعود بالفائدة على صحتنا ورفاهيتنا. اليوغا ليست مجرد تمارين بدنية، بل هي طريق لاكتشاف الوحدة مع الذات والعالم والطبيعة.” ”
وأكد السفير أن لدى الجميع اليوم اقتناع بأن ممارسة اليوغا تسهم في الوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة وتعزيزها، لافتا الى الملايين من الأشخاص في العالم استفادوا من ممارسة اليوغا، وهي تزدهر وتنتشر يوما بعد يوم.
على الرغم من الحرب المستمرة على الحدود اللبنانية، تستمر السفارة الهندية في إقامة نشاطات عدة في مناطق لبنانية مختلفة، بينما قلصت سفارات أخرى تحركاتها في لبنان. فهل هذا دليل على إيمان الهند بضرورة استمرار الحياة في لبنان؟
شدد السفير الهندي في حديث لـIMLebanon على أن “الهند تؤمن بأهمية تعزيز العلاقات الثنائية مع البلد الصديق لبنان. كما ترى أن النزاع المستمر يجب أن ينتهي لوضع حد لمعاناة الناس.”
وأشار الى أنه بهدف الترفيه عن الشعب اللبناني وتعزيز العلاقات الثنائية، تعمل السفارة بحزم على التعاون مع لبنان وشعبه، حيث تم تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات مثل اليوم الدولي لليوغا، والفعاليات الثقافية، وندوات تعزيز الأعمال والسياحة، وترويج الأساليب المستدامة، وتنفيذ مشاريع سريعة الأثر في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تعزيز قدرات المسؤولين الحكوميين والكيانات ذات الصلة في لبنان من خلال برنامج التعاون التقني والاقتصادي الهندي(ITEC).
وأضاف السفير الهندي: “تشارك كتيبة الهند في اليونيفيل في أنشطة الحفاظ على السلام لأكثر من 25 عامًا، حيث تعمل قوات حفظ السلام الهندية بمهنية على الخط الأزرق، وقد قامت الكتيبة بالعديد من الأنشطة لدعم المجتمع المحلي في جنوب لبنان، من تجديد حديقة مهاتما غاندي إلى تجديد مجمع سردار باتيل الرياضي، وتوفير مرفق لفرز النفايات، ودعم مالي لبناء مبنى الصليب الأحمر في قرية شبعا، وتنظيم معسكرات طبية وإدارة مستشفى بيطري لمساعدة أفراد المجتمع المحلي. بفضل احترافيتهم العالية، يحظى أفراد كتيبة الهند بتقدير كبير لمساعيهم الصادقة نحو التواصل مع المجتمع المحلي فتمكنوا من نيل حب واهتمام اللبنانيين”.
وأعرب السفير عن سعادته بمشاركة عدد كبير من اللبنانيين في الأنشطة التي تنظمها السفارة، خصوصا النشاطات المرتبطة بممارسة اليوغا والتي عمدت السفارة الى تنظيمها في مناطق عدة خلال هذا الشهر لارتباطه باليوم العالمي لليوغا.
وأوضح أن الحدث الأول أقيم في محمية أرز الشوف في ٥ حزيران ٢٠٢٤ حيث حضر أكثر من ٣٠٠ شخص حدث اليوغا. ولفت الى انه في ذلك اليوم، الذي تزامن مع يوم البيئة العالمي، تبنى وزوجته شجرة أرز لكل منهما.
كما نظمت السفارة في ١٤ حزيران حدثًا لليوغا بالتعاون مع وزارة الثقافة في طرابلس – عاصمة الثقافة العربية في معرض رشيد كرامي، ونشاطا آخر في جبيل بالتعاون مع بلدية جبيل حيث شارك أكثر من ٥٠٠ شخص في تمارين اليوغا.
وتوقع السفير أن يشارك اليوم في النشاط الذي تنظمه السفارة في بيروت أكثر من ٣٥٠ شخصًا بما في ذلك كبار الشخصيات اللبنانية والسلك الدبلوماسي.
وعن التمكن من ادراج اليوغا في المناهج التعليمية في لبنان، قال السفير: “نظرًا للتقدير الواسع الذي يلقيه اليوغا في جميع أنحاء البلاد، ستكون السفارة سعيدة جدًا بأي فرصة للعمل مع وزارة التربية لإدراج اليوغا في المنهج الدراسي اللبناني لجعل الطلاب يدركون فوائد اليوغا.”
ختاما، دعا اللبنانيين الى الانضمام الى النشاط الذي تنظمه السفارة غدا السبت 22 حزيران في قلعة بعلبك الرائعة.
تعمد السفارة الهندية بشكل دوري الى نشر ثقافتها بين اللبنانيين، فاتحة أبوابها للجميع لتعلم عاداتها، فتنظم السفارة أسبوعيا في مقرها في منطقة الحمرا صفوفا مجانية للرقص واليوغا يحضرها العديد من اللبنانيين. وان لم تتمكنوا من زيارة السفارة في الحمرا فهي ستأتي اليكم بنشاطاتها المختلفة!
