كتب داود رمال في “الأنباء الكويتية”:
كلما تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية، وارتفعت معها المواقف الحربية المرشحة للتحول واقعا ميدانيا، تراجع الاهتمام الداخلي والخارجي بالأزمة السياسية في لبنان، وفي مقدمتها الاستعصاء في إتمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وأصبح الهم الأساسي والوحيد، في حركة الموفدين المترافقة مع مشاورات ولقاءات واتصالات بعيدة من الاضواء، بحسب مرجع لبناني، «كيفية تجنيب لبنان تجرع كأس الحرب المدمرة مرة جديدة، لأن النتائج ستكون كارثية بشريا وماديا، والاصطفاف الدولي لن تكون كفته راجحة في قضية إعادة الإعمار وتأمين مظلة الحماية لصالح لبنان».
وقال المرجع لـ «الأنباء»: «مع الأخذ بكل التهديدات على محمل الجد، الا انه لا شيء راهنا على الصعيد الرئاسي، لأن السعي حاليا لتأمين تفاهم او تقاطع دولي وإقليمي يمنع نشوب الحرب، من خلال توسيع دائرة التفاهم الأميركي ـ الإيراني على عدم توسيع الحرب على الجبهة الجنوبية، والذي يصطدم بتعنت إسرائيلي غير مسبوق، بحيث يتصرف بنيامين نتنياهو وحكومته على قاعدة ان إسرائيل في حرب وجود».
وأوضح المرجع «كلما طال أمد خلو سدة الرئاسة الاولى في لبنان، نتيجة المواقف الداخلية وعدم نضوج التسوية الخارجية، مع إطالة أمد الحرب على قطاع غزة ومعها جبهة لبنان، كلما صب الأمر في صالح الثنائي (حركة أمل وحزب الله) ومرشحهما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كونه يعطي المزيد من الوقت لإبرام تسوية رئاسية مع الخارج وفق صيغة السلة المتكاملة، التي تشمل الرئاستين الاولى والثالثة والمواقع الوظيفية الأساسية في الدولة».
وأكد المرجع «ان كل الكلام عن فصل بين الحرب على جبهتي غزة والجنوب وبين انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، هو فصل كلامي ونظري لا ينطبق على الواقع، لأن الترابط عضوي بين الأمرين، ولا انطلاق لمسار البحث عن سبل إنهاء خلو سدة الرئاسة، الا بعد سريان وقف إطلاق النار على الجبهتين».
وعبر المرجع عن خشية حقيقية «من دخول ملف الرئاسة في غيبوبة، كون كل المعطيات التي تجمعت نتيجة الحراكات المتعددة داخليا وخارجيا، أفضت إلى نتيجة أساسية وهي أنه لا رئاسة في المدى المنظور، الا اذا استجد معطى خارجي حاسم، يفرض على قوى الانقسام الداخلي الذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفق المواصفات التي صارت معروفة، وأبرزها اختيار رئيس على مسافة واحدة من الجميع وقادر على التكلم مع الجميع في الداخل والخارج».