كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
يصل أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى بيروت بعد ظهر الاحد 23 الجاري ويغادر صباح الخميس 27 منه، في زيارة تحمل طابعاً رعوياً، بدعوة من جمعية فرسان مالطا، إلا أنها لا تخلو من بعض المحطات البروتوكولية السياسية، حيث سيلتقي رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وسيشارك بارولين في 24 الجاري في قداس تنظمه جمعية فرسان مالطا ، ويزور مركزها في شبروح – فاريا لافتتاح مشروع زراعي، كما يحضر نشاطا اجتماعيا في عين الرمانة، وآخر في الشمال. وفي اجندته ايضا لقاء في بكركي مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورؤساء الطوائف المسيحية الكاثوليك وغير الكاثوليك، وقد يشارك المطارنة في اللقاء.
كما ستكون له لقاءات غير رسمية لم يعلن عنها في السفارة البابوية. وهو سيستقبل شخصيات ووفود ستزوره حاملة رسائل الى الفاتيكان.
مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” ان الكرسي الرسولي يشدد على أهمية انتخاب رئيس واستتباب الأمن والاستقرار في البلد وإعادة بناء الوضع الاقتصادي والاجتماعي. واستجد حالياً موضوع الحرب في الجنوب، لذلك سيسعى إلى تجنب حرب كبيرة في لبنان. هذه الامور تشكل مصدر قلق للفاتيكان، الذي يتابع الموضوع. والكاردينال بارولين تحديدا من الملمّين بالشأن اللبناني أكثر من غيره، ليس فقط بحكم موقعه، لكنه تابع خلال مسيرته، وقبل وصوله الى منصبه الحالي، الملفات اللبنانية ولديه اهتمام شخصي بلبنان، ليس بمعنى المصلحة الشخصية بل إنه ليس غريبا عن الواقع.
وسيتطرق بارولين في لقاءاته، بحسب المصادر، الى موضوع الرئاسة والاستقرار والجنوب والازمات المعيشية، لكنه لا يأتي لفرض أمور معينة او تحديد مهل لتنفيذ مسألة ما. كما ان الزيارة لا تحمل أي برنامج عمل محدّد بالمعنى الذي يتم تداوله في لبنان، بأنه سيصالح بعض المتخاصمين أو أنه سيقيل أشخاصاً من مناصبهم ويعين خلفاً لهم. ليس هناك من إجراءات ستُتخذ بحق البعض كما يشاع في لبنان، لكن يبقى ان الفاتيكان يعلم ما يجري ، ولديه ملاحظات حول بعض الامور، ويعرف شؤون الكنيسة، ليس فقط المارونية بل الكنائس الكاثوليكية الأخرى أيضاً، ويتابع عن كثب.
وتشير المصادر الى ان لدى الكرسي الرسولي اولويات في لبنان، فيجب انتخاب رئيس قبل الحديث عن اي شؤون أخرى حتى لو ان هناك امورا غير راضٍ عنها، وأدت الى فراغ كبير لأكثر من سنتين على مستوى السلطة على حساب مصلحة البلد والمسيحيين والمسلمين وكل اللبنانيين. وهذا ليس بالأمر البسيط. لذلك فإن الفاتيكان يجري اتصالات جدية وفعلية بدون ضجة مع كل الدول المعنية بأوضاع لبنان.
وعن تلقي بارولين رسائل قبل وصوله بأن لبنان مهدد في هويته ورسالته، تؤكد المصادر ان ذلك منتظر، وان كل طرف سيخبره خبريته، لكن الفاتيكان يعلم ان هناك ثوابت لا يمكن ان نحيد عنها، وان لبنان بالنتيجة بلد لكل أبنائه مسلمين ومسيحيين والاستقرار في لبنان يصبّ في مصلحة الجميع، والمغامرات التي لا نعرف أين تنتهي ليست لمصلحة البلد، بالاضافة الى ذلك، ليس من بلد ينتظر سنتين من دون رئيس جمهورية. هناك ثوابت معروفة أعلن عنها الكرسي الرسولي وما زال مستمرا بها، لكن من المؤكد ان لدى الفاتيكان كل الاستعداد للمساعدة والدعم حيث يستطيع لذلك سبيلاً.