كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
بينما طغى موضوع التصعيد العسكري الحاصل بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، والخشية من تدحرجه الى حرب واسعة النطاق، بعد تزايد التهديدات المتبادلة والتحضيرات العسكرية الجارية على الارض، على زيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين ولقاءاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين، واعطت التصريحات ومواقف الاخير بعدها، باستحواذ هذا الموضوع على مجمل النقاش والبحث، لتطويق ذيوله ومنع تدهور الاوضاع نحو الأسوأ، الا ان ذلك لا يخفي،ان الاهتمام بالاستحقاق الرئاسي، اخذ حيزا من النقاش والمداولة، كما عبر عن ذلك مصدر سياسي، يتابع الزيارة منذ بداياتها وبكل تفاصيلها، المعلنة والبعيدة عن الاعلام، وحتى انتهائها، باعتبار ان وجود رئيس للجمهورية، ضروري وملّح، في هذا الظرف بالذات،ليس لاعادة انتظام الحياة السياسية بلبنان والنهوض فيه من كل النواحي فقط،وانما ايضا لملاقاة مرحلة حساسة ومهمة، وهي مرحلة مابعد انتهاء حرب غزّة، ومايستتبعها من تبريد لجبهة الجنوب، واحتمال التوصل إلى اتفاق نهائي لاستتباب الامن وارساء الاستقرار في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، بالرغم من كل التصعيد العسكري الحاصل حاليا، وهذا الواقع يتطلب وجود رئيس الجمهورية في سدة السلطة، لكي يتولى القيام بدوره مواكبة المفاوضات الجارية حاليا، وحتى إذا لزم الامر التوقيع على الاتفاق المرتقب بعد ذلك.
ويلفت المصدر إلى ان قيام هوكشتاين بدور في انتخابات رئاسة الجمهورية، ليس امراً جديدا وطارئا، وخارج إطار مهمته الاساس، بتهدئة الاوضاع المتدهورة وحل مشاكل الحدود الجنوبية مع إسرائيل. بل سبق له وان تولى مقاربة هذا الملف في زيارات سابقة وتحديدا مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو يواصل مساعيه، انطلاقا من دور بلاده الفاعل والمتواصل، في التاثير بدفع هذا الملف قدما الى الامام، من خلال توظيف علاقاته التي نسجها مع الاخير والمسؤولين الاخرين، خلال مهمته السابقة في انجاز اتفاق ترسيم الحدودالبحرية بين لبنان وإسرائيل، بالرغم من صعوبته وتعقيداته، لحل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية قريبا، بعدما ظهر بوضوح وجود رغبة لدى اكثرية الاطراف اللبنانيين، للتعاطي المباشر مع الادارة الاميركية، لحل هذه الازمة، وليس عبر اللجنة الخماسية التي عجزت عن تحقيق اي اختراق ملموس في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، او من خلال مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان، ألذي فشل في مهمته بهذا الخصوص ايضا .
ويشير المصدر الى الزيارة اللافتة، التي قام بها المستشار الرئاسي الاميركي، الى قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، وابعاد ومعاني الزيارة في هذا الظرف بالذات، وان كان البعض يضعها في إطار الدور الذي سيضطلع به الجيش اللبناني، لحفظ الأمن والاستقرار،وتنفيذ القرار ١٧٠١، بعد التوصل إلى اتفاق لانهاء الاشتباكات وارساء التهدئة جنوبا بين الحزب وإسرائيل، ولكن لوحظ ان هذا اللقاء يحصل بعد عودة العماد عون مباشرة من زيارة مهمة ومثمرة للعاصمة الاميركية، لدعم ومساعدة الجيش اللبناني. وهذا لا يسقط من الحسابات، علاقة هذه الزيارة بالاستحقاق الرئاسي، باعتبار ان اسم قائد الجيش، طرح للترشح للانتخابات الرئاسية منذ مدة، ولايزال مطروحا كخيار ثالث، في ظل فشل الطاقم السياسي، بايصال اي من المرشحين الرئاسيين المتنافسين منذ حلول موعد الاستحقاق الرئاسي، او الاتفاق فيما بينهم على مرشح توافقي مقبول من معظم الاطراف السياسيين حتى اليوم.