ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها “في حين تهيئ الكنيسة أبناءها لاقتبال الروح المحيي، يهمل زعماء هذا البلد وحكامه مواطنيهم، ونوابه يمتنعون عن القيام بواجبهم الذي انتدبوا من أجله متجاهلين إرادة منتخبيهم. هل يدركون جميعهم أنهم يساهمون في تدمير الدولة التي لا يمكن أن تنمو وتتقدم دون رأس، ودون مجموعة حاكمة تكون أولى مهماتها تنظيف الإدارة من كل الشوائب، وتسيير عملها ووضع خطة إنقاذية مبنية على رؤية واضحة لبناء دولة عصرية ديموقراطية عادلة لا تفرد فيها لفئة ولا أفضلية لأخرى بل القانون فوق الجميع؟ لقد أوصل الفراغ البلد إلى التفكك والتحلل فوقع في الجمود الذي هو موت. لذلك من الضروري إعادة الإعتبار للدستور، ومناصرة الممارسة الديمقراطية السليمة، ورفع راية الإصلاح، إصلاح العقلية التي قادت هذا البلد منذ عقود، وإصلاح الرؤية التي أدت إلى هذا التقهقر، وإصلاح النفوس من لوثات هذا العصر وعلى رأسها الفردية والمادية والأنانية والنزعة إلى العنف، وما نشهده في عصرنا وفي محيطنا من عنف فردي وجماعي لم يعرف التاريخ مثله ويندى له الجبين”.
وأضاف: “مدن تدمر وأطفال تقتل وبشر يتعذبون، والإنسانية ضائعة أو مدفونة عمدا كي لا تنتفض. ما ذنب الأطفال ليموتوا ضحية أهواء الكبار؟ وما ذنب الأبرياء العزل؟ ماذا يجني الإنسان من هذا الجنون؟ ماذا يحصد إلا الدمار والموت والخراب؟ لو أنفقت أموال الحروب المشتعلة في العالم على إطعام الجياع، والتنمية ومحو الأمية والجهل، أما كنا في عالم أفضل؟ أهكذا يريد إنسان هذا العصر أن يعيش؟ وهل يكتفي أبناء بلدي بهذا القليل المتردي أم يطمحون إلى حياة كريمة حرة في ظل دولة عصرية عادلة، في عصر تطور العلوم وانفتاح الآفاق وتقدم الإنسان؟ نحن بحاجة إلى تغيير الواقع الرديء واستبدال السياسيين الذين يقاومون الإصلاح ويعطلون مسيرة الدولة. وأكثر ما نحن بحاجة إليه عدم مساومة الفاسدين والمفسدين الذين تحكموا بمصائر الناس وعاثوا فسادا وأضعفوا البلد إشباعا لجشعهم إلى السلطة والمال”.
وتابع: “الإصلاح والمحاسبة يبدآن من فوق، من رأس الهرم. من هنا ضرورة انتخاب رئيس لا مصلحة له إلا خلاص البلد وإنقاذه، يقوم مع حكومته بما يلزم من أجل تطبيق القوانين، ومحاسبة من تجب محاسبته، وإرساء مفهوم الدولة القوية والعادلة”.
وختم: “دعوتنا اليوم أن نقبل روح الحق، الذي من الآب ينبثق، ونعمل بهديه، ونسعى إلى الخير والصلاح، إلى الحق والحقيقة في عالم لا يسعى إلا إلى طمسهما”.