Site icon IMLebanon

هل تندلع حرب شاملة بين اسرائيل والحزب؟

جاء في “اللواء”:

السؤال الملحّ واليومي، على لسان جلّ اللبنانيين، والجنوبيين منهم، على وجه خاص، هل تندلع مواجهة واسعة، أو حرب شاملة بين اسرائيل وحزب الله؟ استباعاً: متى، ووفقاً لأي تصور: هجوم خاطف، قصف بعمق المناطق السكنية، أم عمليات عسكرية أو أمنية، (أو كليهما معاً)؟

بداية، العناصر التي توصم التهديدات الاسرائيلية”بالخيالية” ظاهرة، ولا تخفى: 1- اركان الكيان، لا يفوِّتون فرصة قبل عيد الاضحى وبعده إلا ويعلنون خلالها، أن جيشهم صدّق على قرارات الحرب مع لبنان، وأن رئيس الاركان ووزير الدفاع، فضلاً عن بنيامين نتنياهو (رئيس الكابينت الحربي) ورمزي التطرف البالغ الخطورة في حكومة نتنياهو وزير الأمن القومي بن غفير والمالية سموتريتش، وأنه بانتظار اعلان انتهاء الحرب في رفح، سينتقل الجيش الاسرائيلي لمهمة تلقين حزب الله درساً وإبعاده إلى “وراء نهر الليطاني، من ناحية الجنوب.

مصادر البيانات الأميركية من الخارجية، إلى الناطق باسم مجلس الامن الاستراتيجي جون كيري، ورأس الدبلوماسية انطونيو بلينكن، فضلاً عن البيت الأبيض، جميعهم يصرّح بأن على اسرائيل تجنب توسع الحرب، نظراً لانعكاساتها الخطيرة على مجمل الاستقرار الاقليمي.

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وضع صورة، في المقلب الثاني، إذا اندلعت الحرب: المقاومة ستكون بحِلٍّ من أي التزام بقواعد أو أسقف أو ما شاكل، فهي ستقاتل براً وبحراً وجواً، وقد أعدّت ما يلزم لمثل هذه الحرب المقبلة (إذا حصلت)”.

على أن الاخطر، في السياق، خروج الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مكتبه في نيويورك، والتوجه للإدلاء ببيان صحفي، يعلن فيه صراحة أن العالم لن يكون بمقدوره رؤية لبنان غزة ثانية على مستوى الدمار والتخريب وقتل مقومات الحياة فيه.

حرَّكت صرخة الامين العام للأمم المتحدة المياه الراكدة، فانبرى المعنيون بارسال البيانات، والتنبيهات، وإعلان الرفض لأية مغامرة اسرائيلية، ربما يحتاجها “الممقوت” دولياً نتنياهو للتعويض عن خيبات الامل والخسائر التي مُنيَ بها على تراب غزة ونخيلها وزيتونها ومجمعاتها ورجالها ومقاوميها الابطال، الاشداء، وصمود أهلها الاسطوري.

يربط الاسرائيليون”حرب لبنان” المقبلة بالأزمة العسكرية في غزة، ومع المقاومة الفلسطينية، وكذلك يربط ساسة الكيان المحتل الحرب بأزمة الثقة المفتوحة مع الولايات المتحدة، وادارة جو بايدن، الذي يتهم نتنياهو بالسعي لاسقاطه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في ت1، أي بعد ثلاثة أشهر ويزيد.

يريد نتنياهو السلاح الاميركي للاسراع بإنهاء حرب غزة، ولردع حزب الله.. وهو لهذه الغاية أوفد وزير حربه إلى واشنطن للسعي للافراج عن دفعات من الاسلحة والذخائر، بعدما بات الجيش الاسرائيلي يعاني من نقص فيها:

في الكيان، يدور نقاش واسع، ودقيق حول ما يمكن أن يترتب على الحرب، في ضوء تطوير القوة الصاروخية، والطائرات المسيَّرة القتالية والاستطلاعية، ومدى تحمُّل الكيان وجيشه صدمة الايام الاولى، إذا ما تم استهداف المناطق التي عاد من استطلاعها “الهدهد” وهو طائرة استطلاع حلقت لساعات فوق حيفا ومنطقها ومينائها والمصانع العسكرية فيها).

في رأس أهداف الحرب التكتيكية والاستراتيجية على حد سواء، تدمير أو شلّ القدرة الدفاعية للجيش الاسرائيلي، المنهك، والآتي من حرب بالغة القسوة والصعوبة مع “حماس” وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية.

حسب المعطيات لدى خبراء الحرب والأمن والاسترتيجيا في اسرائيل، فإن الايام الاولى للحرب، وفي اسبوعها الاولى، ستكون الصواريخ والقذائف الآتية من الجهات الاربع، شمالاً، وجنوباً، وشرقاً، وغرباً كالأعاصير ضربات لا تتوقف، واستعداد لاقتحام الجليل.
من الاهداف محطات الطاقة والكهرباء والمياه ووسائل النقل والمرافئ حتى اسدود، بهدف تعطيل التجارة الدولية بالكامل مع الكيان.

إذاً بين التهويل وحسابات الربح والخسائر، تمضي الجهود الرباعية والثلاثية: الولايات المتحدة، مصر ، قطر، وأطراف أخرى، في رفح فقط، وفتح ثغرة في إنهاء التصعيد في الشرق الاوسط، حفاظاً على مصالح الولايات المتحدة، وحتى الكيان العبري، وسائر الجهات المتضررة من الحرب، فترتاح الولايات المتحدة من عبء المواجهة مع الحوثيين على البحر الاحمر والبحر العربي، بعدما باتت الجماعة تتحكم بجزء كبير من مجرى التجارة الدولية، ويرتاح الكيان من عبء حرب لن تتوقف بغير شروط “دول المحور” (إيران والاطراف الدائرة في فلكها)، وتلتقط غزة، وأراضي السلطة الفلسطينية الفرصة لنفض غبار الحرب، والاستعداد لمرحلة “الدولة الفلسطينية” وينصرف لبنان إلى ترتيب أوضاع حدوده، وترميم نظامه السياسي، (نهاية الحرب في غزة هي الممر الاخير) وسالم لمصالح الجميع.. أما حرب لبنان فمرحلة دمار وقتل لن تتوقف بلا أثمان باهظة.