كتب معروف الداعوق في اللواء:
أثار الموقف الاميركي الذي نقلته محطة CNN، عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية» البنتاغون» امس الاول لوفد إسرائيلي يزور واشنطن حاليا، لمناقشة الوضع المتفجر، بين حزب الله وإسرائيل على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية،بأن الولايات المتحدة الأميركية، «ستدعم إسرائيل في حالة نشوب حرب بينها وبين حزب الله «، جملة مخاوف وتساؤلات، عما اذا كان يعني هذا الموقف، بمثابة تبدل ملموس في الموقف الاميركي الذي التزمته الادارة الاميركية، منذ نشوب الاشتباك العسكري الحاصل بين الحزب وإسرائيل جنوبا، بعد عملية طوفان الأقصى،والمرتكز على معارضتها توسع المواجهات الجارية خارج نطاق، ما اطلق عليه ضوابط الاشتباك، نحو حرب مفتوحة وواسعة النطاق بين الطرفين،تشمل لبنان والداخل الاسرائيلي، بما يشبه الحرب الإسرائيلية العدوانية الجارية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، لمنع التصعيد العسكري في المنطقة ككل، خشية حدوث تدخلات في الصراع الدائر، ولاسيما من ايران.
وفي حين يعتبر البعض ان الموقف الاميركي التقليدي بمنع التصعيد العسكري، هو الذي ساهم بجانب كبير منه،في منع توسع المواجهة المحتدمة جنوبا بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، الى حرب واسعة النطاق خلال الاشهر الماضية، ورسم خطوطا حمراء ضد جنوح إسرائيل لتوسيع حرب غزة ضد الداخل اللبناني، وهو ما كان حريصا على تكراره المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين في زيارتيه السابقتين إلى المسؤولين اللبنانيين،وركز وساطته المتواصلة لتبريد الجبهة الجنوبية على اساسه.
ولذلك، يخشى ان يكون الموقف الاميركي ألذي أبلغ إلى الوفد الاسرائيلي، والذي لم تتبناه اي جهة رسمية من الإدارة الاميركية رسميا بعد، بمثابة تبدل فعلي بالموقف الاميركي، وهو ما يمكن ان يغير المعادلة القائمة حتى اليوم، ويشجع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، لتنفيذ تهديداته المتكررة ضد حزب الله،بتوسعة الحرب الإسرائيلية على غزّة، تجاه لبنان قريبا، بعد ان يكون ضمن الدعم الاميركي فعليا لعدوانه،بالرغم من استمرار تخبط جيشه بمستنقع القطاع حتى اليوم، وفشله في تحقيق الاهداف التي اعلنها لشن حربه الوحشية، ومنها القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين والرهائن الاسرائيليين والاجانب لديها.
وبانتظار تبيان حقيقة الموقف الاميركي الذي أبلغ إلى الوفد الاسرائيلي الزائر حاليا إلى واشنطن، تعتبر مصادر ديبلوماسية ان هذا الموقف الاميركي المعلن اعلاميا، سيظهر على حقيقته خلال زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت الى واشنطن في غضون ساعات معدودة، وبعده زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بعد اسبوع، وعندها سيتظهر موقف الإدارة الاميركية بشكل واضح ونهائي، ومن خلاله يمكن توقع مسار التطورات الجارية جنوبا، حربا ام سلما، باعتبار انه من دون دعم واشنطن لتوسعة الحرب مع حزب الله، يعتبر مجازفة من الصعب ان تقدم عليها الدولة العبرية من جانب واحد، خشية تمددها اقليميا.
وبالرغم من النظر بريبة للموقف الاميركي المعلن، يلاحظ مصدر ديبلوماسي، ان هذا الموقف لا يتناقض مع ما أبلغه هوكشتاين إلى
المسؤولين اللبنانيين مؤخرا، وهو استمرار واشنطن التزام سياسية منع التصعيد بالمنطقة، ولكنه ربط الاستمرار به، بنقل تحذير واضح، وهو تجنب قيام حزب الله بتوسعة الحرب مع إسرائيل من جانب واحد، لمنع ردة الفعل الإسرائيلية عليها.
ويبقى ان كل المواقف والتصريحات الاميركية، والتهديدات والتحركات الجارية عسكريا، على نطاق واسع، برا وجوا وبحرا، و على جانبي الحدود الجنوبية، انما تقرب الحرب خطوات على لبنان، اذا بقيت نوايا المواجهةالجارية جنوبا،من الطرفين على حالها، ولم تنجح الديبلوماسية الاميركية التي اصبحت موضع التباس وشك في فاعليتها في منع حدوثها، بينما تبدو بقية الدول العربية والصديقة عاجزة عن وقف نشوبها حتى الساعة.