IMLebanon

“مراوحة” تطيل الحرب جنوبًا وتحوّلها إلى استنزاف

كتب ناجي شربل وأحمد عزالدين في “الانباء الكويتية”:

ختم أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين يومه الأول الكامل في بيروت، بقداس في كنيسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين في الجامعة التي أسسوها في بيروت نهاية القرن التاسع عشر، تلبية لدعوة منظمة فرسان مالطا ذات السيادة.

وكان بارولين صرح من المطار بعد وصوله مختصرا المشهد اللبناني بالقول: «طبعا هناك قلق كبير من ناحية السياسة في لبنان والأزمة الاقتصادية التي تؤثر على الفقراء، وهي الأزمة السياسية والأزمة المؤسساتية ومشكلة انتخاب الرئيس، وسوف نحاول قدر الإمكان المساعدة والمضي قدما في هذا الاتجاه، وقد لا ننجح، ولكنني آمل على الأقل أن أساعد بطريقة ما».

لقاءات عدة للرجل الثاني في الفاتيكان بعد البابا فرنسيس، وسيحاول الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، لإطلاق تفعيل المؤسسات وتحريكها في البلاد.

في أي حال يشتهر الكاردينال بارولين باتباع ثقافة الحوار مع الآخرين، ويشجع على التلاقي بين المكونات، وهو الذي قال للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي يوم التقاه في الفاتيكان ضمن جولة للراعي شملت لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضا، قبل جلسة 14 يونيو 2023 التي تنافس فيها المرشحان جهاد أزعور وسليمان فرنجية: «أنتم في لبنان تنتخبون رئيسا وطنيا، وليس زعيما للموارنة. صحيح انها عملية تعني المسيحيين أكثر من غيرهم، لكن لابد من التحاور مع الآخرين».

ووفقا لهذه النصيحة، أرسل الراعي بعد عودته إلى بيروت المطران بولس عبد الساتر إلى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. ورد الأخير بأن فريقه لن يعطل النصاب وسيشارك في جلسة 14 يونيو (الأخيرة التي دعا إليها رئيس المجلس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية)، كما سبق ان فعل في كل الجلسات الـ 11 السابقة. إلا انه قال لمطران بيروت للموارنة (عبد الساتر): «انت تبلغني رسالة ولا تبحث معي حلولا». ثم حمل السيد نصرالله زائره رسالة إلى البطريرك الماروني.

ويبقى لبنان على محطة الانتظار، ضمن حرب استنزاف طويلة تشمل جنوبه ومناطق أخرى، مع ما يرافقها من مخاطر محدقة لجهة اتساعها في أي لحظة إقليمية حساسة.

في الشأن الداخلي أيضا، تستمر وتيرة الحياة في البلاد وكأن شيئا غير طبيعي لم يحصل، وازدحام شديد في مطار بيروت الدولي، دون الأخذ بحملات جديدة – قديمة تستهدفه، ولو انها جاءت هذه المرة عبر صحيفة بريطانية (التلغراف)، تبين انها استندت إلى مصادر محلية، بينها نائب في البرلمان اللبناني منضوي إلى كتلة على خصومة مع «حزب الله».

وعلق مسؤول أمني رسمي رفيع لـ «الأنباء» بالقول: «ان استهداف المطار وغيره من منشآت حيوية يبقى واردا في حال قرار إسرائيل توسيع الحرب، وهذا غير مرتبط باتهامات تسوق ضد المطار أو منشآت أخرى».

في حين قال مصدر ممانع لـ «الأنباء»: «قوة الردع وحدها تحمي لبنان، وتجعل إسرائيل تقف على رجل ونصف رجل..».

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التقى صباح أمس في السرايا وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية.

وقال حمية بعد الاجتماع: «وضعت دولة الرئيس ميقاتي في تفاصيل الموضوع الذي أثير في صحيفة «تلغراف» البريطانية بشأن مطار رفيق الحريري الدولي، وتناولها سمعة المطار. كما ناقشنا موضوع الإجراءات القانونية التي من المؤكد أن الدولة اللبنانية ستتخذها في حقها، لأن هذا الموضوع يعتبر ضمن إطار الحرب النفسية على لبنان وتشويه سمعته وسمعة المطار، الذي يعتبر المرفق الجوي الوحيد في لبنان».

وأضاف: «كما ناقشنا مع دولة الرئيس موضوع دعوتنا للسفراء لزيارة ميدانية إلى كل أقسام المطار».

وأقيمت جولة صباحية في المطار دعا إليها حمية، وشارك فيها وزير الإعلام زياد المكاري، ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، ووزير السياحة وليد نصار، والمدير العام للطيران المدني م.فادي الحسن وقائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري وقادة الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار.